سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دوبور: «يجب أن تكون الرسائل الإشهارية واضحة وأن تعكس الأسعار الحقيقية» مدير عام «إينوي» قال للمساء إن هناك نموا لمداخيل الشركة والنتيجة الاقتصادية إيجابية
خلال أربعة أشهر من إطلاقها بلغت « إينوي»، الفاعل الثالث في قطاع الاتصالات مليون زبون، وفي هذا الحوار مع فريديريك دوبور، المدير العام للشركة، نحاول أن نتعرف على العوامل التي ساهمت في بلوغ هذا الرقم و مدى تماشي ذلك مع مخطط الأعمال الذي استرشدت به الشركة، في نفس الوقت نتناول مع دوبور رؤيته للمستقبل و الأوراش التي يفترض الانكباب عليها في القطاع. - بلغتم مليون زبون في ظرف أربعة أشهر، هل فاجأكم ذلك؟ نحن سعداء بأن تكون رسالتنا قد وصلت، وبأن المغاربة أدركوا أننا أتينا بأشياء مختلفة في السوق. لكننا لم نتفاجأ، وإن كانت الأمور قد تمت بسرعة أكبر مما كنا نتوقع. المهم أننا أردنا أن نكون مختلفين، لأن الوقت كان قد حان من أجل تغيير بعض الأمور. وأتصور أن الناس قد فهموا ذلك. - ما هي العوامل التي ساعدتكم على تحقيق هذا الإنجاز؟ عندما كنا بصدد تطوير هذه الماركة وقيمها، كنا نتساءل عن الأشياء التي يحتاجها المغربي وليس الأشياء التي يتقن الفاعل في الاتصالات توفيرها. وقد توصلنا إلى أنه في حاجة إلى أن تكون لديه رؤية واضحة حول ما يستهلكه، والتوفر على معلومة حول ما كلفته المكالمة، والسهولة في استعمال الخدمات. ومن أجل بلوغ هاته الأهداف حرصنا على الإنصات للزبون، الذي بذلنا فيه مجهودا كبيرا. - قلتم إنكم تتميزون بالخدمات ذات القيمة المضافة، هل الزبون تعاطى بشكل إيجابي مع هاته الخدمات؟ هناك أكثر من 230 ألف زبون جربوا خدماتنا ذات القيمة المضافة. فقد أتحنا للجميع مثلا أن يستعمل « الميسنجر» عبر الهاتف. هذا تأتى مرة أخرى نتيجة إنصاتنا لانتظارات الزبون. - قلتم مرة إن الصورة التي ترسخت عن « باين» لم تكن جيدة. ما هي الصورة التي تكونت عن « إينوي» خلال أربعة أشهر من إطلاقها؟ «باين» لم تكن لديه صورة جيدة، والحال أنه منتوج يلبي حاجيات معبرا عنها، ونحن عندما نقوم بدراسات نكتشف أن الزبناء فرحون جدا بذلك المنتوج، ونحن أعدنا الحملة التواصلية الخاصة بهذا المنتوج، لأننا نعلم أن الزبناء يدركون أنه جيد بالنسبة لهم، فهو الهاتف العمومي في الجيب، وأنا جد فخور به. بالنسبة ل«إينوي» فهو يكرس صورة فاعل شاب، وقريب ومجدد في خدماته التي يوجهها للزبون. - هل تحول زبناء «وانا» إلى «إينوي» كان سهلا؟ كففنا عن تطوير «وانا»، لكن الناس يمكنهم استعماله اليوم. عملية الانتقال بدأت، لكن التغيير في أذهان الناس بين «وانا» و«إينوي» أمر واقع، فهم يدركون أن «إينوي» مختلف، ويمثل شبكة جديدة، وخدمات جديدة ومتنوعة، وهذا تحول احتاج إلى إعادة تشكيل الأمور من البداية، وهذا ما يلمسه الزبون اليوم. -تركزون على الهاتف النقال ذي الأداء المسبق، ماذا عن الأداء البعدي؟ الهاتف النقال ذو الأداء البعدي مع اشتراك طرحناه في وكالاتنا، وبعنا منه الآلاف، لكننا لم نقم بحملة تواصلية حوله، لأنه من أجل طرحه في السوق لابد أن تتوفر إمكانية الحفاظ على نفس الرقم في حال تغيير الفاعل بالنسبة لمن سوف يختار هذه الخدمة، ونحن بصدد الاتفاق حول هذا الأمر مع الفاعلين الآخرين، وسوف نوفر عرضا جيدا قبل نهاية السنة الجارية على غرار ما قمنا به في الهاتف النقال ذي الأداء المسبق. - اخترتم نظام الفوترة بالثانية، غير أن البعض يعتبر أنكم لستم الفاعل الأرخص في المغرب.. الثانية لا تهدف إلى أن نكون الأقل غلاء، فهي تخول للزبون أن يستعمل الهاتف أكثر، لأنها تنطوي على حرية أكثر وشفافية أكثر. فأنت عندما تصادف العلبة الصوتية عندما تستعمل إينوي لا تؤدي سوى 15 سنتيما وليس ثلاث درهم، فالثانية تخول للزبون تدبير مكالماته. الاختلاف لا يأتي من السعر، بل يمكن بنفس الميزانية الاستفادة من أكبر قدر من المكالمات. في نفس الوقت قمنا بعروض استثنائية، على غرار الفاعلين الآخرين. - أنتم الفاعل الأول الذي تحدث عن أزمة ثقة تجاه القطاع، ما الذي يجب عمله من أجل مد جسور الثقة مع الزبناء؟ يجب القيام بمبادرات من قبيل تلك التي أقدمنا عليها. يجب أن يعرف الزبون أنه عندما يريد استهلاك خمسة دراهم، فإنه استهلك ذلك المبلغ. يجب أن تكون الرسائل الإشهارية واضحة، وأن تعكس الأسعار الحقيقية. نحن نسعى إلى ذلك، لكن أزمة الثقة موجودة مدة طويلة وتغيير الأمور سوف يحتاج إلى بعض الوقت. وأعتقد أنه سيكون من مصلحة القطاع أن تنجلي هاته الأزمة. - من بين تجليات تلك الأزمة العروض الترويجية الاستثنائية، أنتم تحدثتم عن ضرورة تطهير تلك العروض، ما الذي يجب عمله؟ يجب تحديد حجم تلك العروض وسلوك سبيل الوضوح فيها، يفترض أن يتأكد الفاعل من أن رسالته تمر بشكل جيد. نحن نقوم بذلك،لأننا نريد أن نتأكد أن الزبون استوعب الرسالة التي نريد إيصالها له، لذلك نأينا عن التعقيد وتوخينا التبسيط، فالحقيقة التي يجب أن نركز عليها هي انتظارات الزبون وليس ما يبغيه الفاعل. - ما هي مساهمة «زين» في ما تحقق خلال الأربعة أشهر الأولى من إطلاق «إينوي»؟ مساهمة «زين» تجلت أكثر قبل إطلاق «إينوي» فعندما بنينا شبكتنا واخترنا المزود الخاص بشبكة الهاتف النقال، وعندما كنا بصدد إعداد عرضنا التجاري، اشتغلنا كثيرا مع « زين» التي بفضلها تمكنا مثلا من إحداث «الرومينغ» مع العربية السعودية، الذي سيكون مفيدا في فترة الحج. - ما هو تقديركم لعمل وتدخل الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات في المغرب؟ أعتقد أنها تقوم بعمل جيد، ويمكن لعمل الوكالة أن يكون أفضل، فهو هنا من أجل بعث دينامية في السوق. الجيد في عمل الوكالة أنها تحدد بعض المهام وتذهب بعيدا في تفعيلها. وأعتبر أن ثمة بعض الموضوعات التي يفترض أن ينكب عليها، ونحن بصدد التباحث حولها. - ما هي هاته المواضيع؟ نهتم بما يجب أن نفعله بصندوق الخدمة الشاملة وعدد زبناء الفاعلين في القطاع، على اعتبار أنه يجب أن نعرف على أي أساس يكون الفاعلون قاعدة معطيات المنخرطين، وإعطاء إمكانيات أكبر للفاعلين الأقل قوة حتى يتمكنوا من المنافسة لمصلحة الزبناء. - الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات تعتزم إنجاز دراسة للتعرف على هوية المشتركين في خدمات الفاعلين في القطاع، كيف تلقيتم ذلك؟ من المهم معرفة من هم الزبناء وعددهم. نحن نساند هاته المبادرة. يجب الذهاب بعيدا، هناك، من جهة، الاعتبارات المتصلة بالأمن الوطني، وثمة، من جهة أخرى، مشاكل ذات صلة بالشفافية في علاقة بالزبناء. نحن مع هاته المقاربة وهذا يندرج في توجه دولي يشير إلى سعي الدول إلى تحيين قاعدة معطيات المشتركين. - بلغتم رقم أعمال ب1.6 مليار درهم في متم يونيو، فيما جاءت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والأهلاك واستهلاك الدين، إيجابية. ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لكم؟ زيادة رقم المعاملات ب 25 في المائة بين النصف الأول من 2009 والنصف الأول من 2010، يؤشر على دينامية المقاولة في قطاع لا ينمو بشكل كبير، ففي الوقت الذي يستقر الآخرون نحن نحقق النمو، مما يعني أن جميع المنتوجات التي نوفرها، تغري الزبون. وهاته الوضعية لا تشير فقط إلى أننا نزيد في عدد الزبناء، بل ننمي كذلك رقم المعاملات، وهذا يؤشر على أننا لا نوزع بطائق على زبناء لا يستعملونها، بل نأتي بخدمات جديدة، وهذا أمر جيد. وتعني إيجابية الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والأهلاك واستهلاك الدين، أننا لدينا مخطط عمل ويعني أننا في الطريق الصحيح. - قلتم إنكم تتوقعون بلوغ مليوني زبون في السنة الجارية، كيف تحققون ذلك؟ أثبتنا خلال أربعة أشهر أن ما نقترحه مفيد للزبون، يمكن أن نوزع بطائق كي نصل إلى الرقم الذي نريد، لكن ذلك لا معنى له إذا لم يدرك الزبون أن ما نقدمه يعنيه، ونؤمن وفاءه لعلامتنا. - هل مستوى التغطية يخول لكم تحقيق أهدافكم؟ نقوم بعمل من أجل توسيع التغطية، اليوم نمس 80 في المائة من الساكنة. في المناطق التي نغطيها نتوفر على أحسن شبكة. - ماذا تقترحون على المقاولة المغربية؟ نحن جد مهتمون بقطاع المقاولات، وقد اشتغلت «وانا» كثيرا على هذا الجانب وأبدعت فيه، لكن كان ينقصنا الخدمات المرتبطة بالهاتف النقال، بحيث كنا نفتقر إلى الخدمات التي توفرها «إينوي» اليوم. ونحن لدينا عرض جد مهم بالنسبة للمقاولات. - ما الذي تغير في نظام حكامة «إينوي»؟ أنا القادم من مجموعة دولية، وجدت نفس نظام الحكامة، الذي يعتمد على مجلس إدارة تتخذ فيه القرارات الأساسية وحرية في العمل بالنسبة للمسيرين. - هل اعتبرتم أنفسكم معنيين بالمبادرة التي عرفها المغرب والتي أطلق عليها «يوم بدون هاتف» احتجاجا على غلاء المكالمات؟ أعتقد أنها تبرهن على ما قلته حول غياب الثقة في القطاع، وذلك النداء كان جوابا من المغاربة على الخصاص في الشفافية في القطاع، لكن ما يمكن أن أؤكده هو أن منتوجاتنا لم تتأثر، فمستعملو «باين» مثلا لم يطفئوا هواتفهم ذلك اليوم، مما يعني أن الجواب الذي جاء به «باين» مقنع بالنسبة للزبناء. وعند النظر إلى حركة المكالمات لدى الفاعلين الآخرين يبدو أنها كانت أقل ذلك اليوم، مما يعني أن زبناءهم ربما يكونوا أقل رضى، علما أننا نحن لم نتأثر. - قلتم مدة المكالمة تستغرق في المتوسط الشهري 60 دقيقة بالنسبة للمغربي، بينما تصل إلى الضعف في بلدان مماثلة، على ماذا يؤشر ذلك؟ بالنسبة لي اليوم كزبون لا أعرف كم أنفق على المكالمة التي سأقوم بها، الزبون يثق عندما يعرف كم ستكلفه المكالمة ويتحكم في ذلك. - انخرطتم مع الفاعلين الآخرين في قطاع الاتصالات، اتصالات المغرب وميدتيل، في جمعية ما عدنا نسمع عنها الكثير؟ لم نلتق منذ نهاية السنة الماضية، نحن كنا مشغولين بإطلاق «إينوي». المواضيع التي نهتم بها لها صلة بمحيط القطاع وتطوير القطاع والمشاكل القانونية والجبائية والتنظيمية التي يمكن أن تكبح القطاع. فنحن ندرك أن القطاع يتوفر على إمكانيات كبيرة للتطور. بطبيعة الحال هناك مواضيع مشتركة نتباحث حولها وثمة مواضيع أخرى تهم كل فاعل على حدة مثل تلك ذات الطبيعة التجارية التي لا تثار خلال الاجتماعات. - ما الذي تنوون القيام به من أجل الحفاظ على وتيرة النمو التي سجلتموها في الأشهر الأولى؟ ببساطة، يجب الإنصات للزبون والتجديد على جميع المستويات. هذا أمر سهل قوله، لكنه يحتاج إلى الكثير من العمل من أجل تجسيده على أرض الواقع. - ما الذي تغير في حياة الموارد البشرية في الشركة؟ اشتغلنا كثيرا على تلاحم المقاولة، وأنجزنا مشروعا خاصا بالمقاولة. نحرص على تبسيط الرسائل الداخلية، حتى يشتغل الناس على أساس رسائل قليلة، ولكن قوية.. فقد انشغلنا كثيرا بمواكبة الزبون، وحاولنا الوقوف على نقاط القوة والضعف وسبل تطوير الأمور على هذا المستوى. المهم هو ذلك الإحساس بالفخر الذي يأتي من النتائج، مما يعزز الإحساس بالانتماء الذي يذكي الرغبة في بذل مجهود أكبر. - ماذا عن الصحة المالية للشركة؟ بخصوص الصحة المالية، هناك نمو للمداخيل والنتيجة الاقتصادية أصبحت إيجابية. أربعة أشهر بعد إطلاق «إينوي»، نحن ضمن مخطط الأعمال. الشركة تتوفر على موارد، والآن يجب إنجاح الأوراش التي خططنا لها.