يواصل سكان طنجة منذ شهر مارس الماضي الالتزام بالتدابير الاحترازية الوقائية وقواعد التباعد الاجتماعي. وإن كان قد تم تخفيف هذه التدابير بعدد من عمالات وأقاليم المملكة، إلا أن سكان حاضرة البوغاز استمروا في الالتزام بهذه التدابير لكون المدينة صنفت ضمن منطقة التخفيف رقم 2. وبالرغم من السماح باستئناف عدد من الأنشطة التجارية والخدماتية وفق الضوابط الصحية المعمول بها، إلا أن إبقاء الفضاءات والساحات العمومية مغلقة أطال من فراق الطنجاويين لأماكن طالما شكلت روح مدينة طنجة ومنبع شهرتها على الصعيد الدولي، لاسيما ساحات المدينة العتيقة والمنتزهات والكورنيش ومارينا طنجة. ويقول الشاب الطنجاوي، أمين، أن الإبقاء على عمالة طنجة-أصيلة ضمن منطقة التخفيف رقم 2 وقرار تمديد الحجر الصحي “كان صعبا شيئا ما تقبله”، قبل أن يردف “طنجة مدينة سياحية بامتياز، وسكان المدينة هنا معتادون على الخروج إلى الأماكن العمومية والتجول على ضفاف الشواطئ، وهو ما صعب علينا تقبل الحجر الحجر الصحي منذ بالبداية”. تجاوب سكان طنجة مع قرار تمديد قيود الحجر الصحي كان نابعا من الثقة الموضوعة في مؤسسات الدولة في تدبير أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، خاصة وأن الوضعية الوبائية بطنجة ظلت دوما تحت السيطرة وضمن حدود السيناريوهات المتوقعة. ويضيف أمين “لنا كامل الثقة في المسؤولين، والأمل يلوح في الأفق، نحن مطمئنون أنه في المستقبل القريب يمكن أن نخرج من الحجر الصحي، بشرط أن يواصل السكان الالتزام بتدابير الوقاية والحجر الصحي”. على ذات المنوال، شدد سمير على أن “طنجة تنتمي للمنطقة رقم 2، وقيود الحجر الحجر الصحي هنا ما زالت سارية بعد تمديد حالة الطوارئ لشهر إضافي”، متابعا “الحمد لله نحن ملتزمون بهذه التدابير، نحترم مسافة الأمان، ونحرص على التطهير المنتظم بالمعقمات الكحولية”. ومنذ العاشر من يونيو الجاري، صدر قرار بتمديد ساعات فتح مجموعة من المحالات من السادسة مساء إلى الثامنة مساء، كما سمح بعدد من الأنشطة التجارية والخدماتية باستئناف إنتاجها وخدماتها مع الالتزام الصارم بقواعد التباعد الاجتماعي والتطهير والتعقيم. بشارع المكسيك كما بشارع محمد الخامس أو شارع الحرية، فتحت بعض المحلات أبوابها بعد حوالي 3 أشهر من إغلاقها، وبالواجهات تم تعليق لافتات تحث المرتادين على ضرورة الالتزام بقواعد الصحة، بينما تم تمديد قرار إغلاق القيساريات والأسواق المغلقة إلى أجل لاحق. كما أصبح لبس الكمامة من قبل الناس تصرفا تلقائيا يحرص عليه الفرد قبل الخروج، فإلزامية هذا الإجراء الحاجزي زرع في الطنجاويين الوعي بضرورة حماية الفرد لنفسه ولعائلته ومحيطه، والتقليل من مخاطر انتقال العدوى بكوفيد 19. وأضاف سمير “أحرص على استعمال الكمامة وإن شاء الله سيرفع الوباء وسنتمكن من الخروج بشكل طبيعي بعد نهاية الحجر الصحي”. في السياق ذاته، يشدد أمين على أهمية “الوقاية وعدم الاستهانة بلبس الكمامات أو التقليل من دورها الكبير في الحماية”، متوقفا عند أهمية النظافة أيضا في الحد من انتشار الوباء وبالتالي تسريع رفع باقي قيود الحجر الصحي بمدينة طنجة. بعد الشروع في نقل حالات كوفيد 19 إلى مركز التكفل ببنسليمان، يأمل الطنجاويون أن يحافظ الناس على المستوى ذاته من الالتزام بتدابير الوقاية، لكي تعود دواليب الحياة الاعتيادية للدوران وتجديد الوصل بالأماكن الأثيرة على قلوبهم مع بداية فصل الصيف.