يتماثل الفنان حسن ثذرين للشفاء من جراء مرض ألم به مؤخرا، بمدينة الحسيمة. ويعتبر الفنان حسن ثذرين أحد الوجوه الفنية والثقافية البارزة في المنطقة ، إذ تعد إسهاماته الأدبية مرجعا للعديد من الفنانين والمثقفين الذين استلهموا أعمال وكتابات حسن ثذرين المتعددة، والذي آثر في السنوات الأخيرة الاستقرار بآيث بوعياش بالحسيمة. في نفس السياق يرقد الفنان الكبير بوجمعة أزحاف للنقاهة بإسبانيا بعد مرض ألم به هو الآخر. وقد بصم الفنانان الكبيران حسن ثذرين وبوجمعة أزحاف الساحة الثقافية منذ سبعينات القرن الماضي في زمن كانت فيه الكلمة والغناء مرادفا للعزلة والقمع والمتابعات. ولعل من سوء الصدف أن بوجمعة أزحاف هذا الإسم الشامخ قد كرم خارج الوطن بعد مرضه الأخير، بينما ظل الرفاق والمعجبين والمقربين يتابعون أخبار بوجمعة داخل الوطن دون أية ألتفاتة إنسانية تجاهه وهو الذي كان يعشق وطنه درجة التقديس. ومن الصدف الغريبة أن يتوارى الفنانين العظيمين حسن الفارسي وبوجمعة أزحاف الساحة الفنية في زمن تكالب فيها أشباه الفنانين والمتملقين الذين يحتكرون المشهد الفني والثقافي جاعلين منه مصيدة ووسيلة لتدنيس القيم النبيلة للفن ووسيلة للاسترزاق والابتزاز بدعوى تحمل مسؤوليات إدارية ما أو بدعوى الحديث بإطارات فنية ونقابية لا يسمع حسها إلا خلال فصل الصيف . إن الأمم المتقدمة تعتبر الفن والفنانين واجهة مهمة للتنمية وتجديد القيم وإغناءا للرصيد الثقافي والتاريخي لمجتمعهم، ولعل نداء المثقف عبد اللطيف اللعبي مؤخرا لإعادة الاعتبار للثقافة كأرضية مهمة للتنمية ، هو نداء للمصالحة مع قيمنا الإنسانية الرفيعة التي تجعل من الإبداع الاختلاف والتضامن افقا مشتركا لنا وللأجيال القادمة. لكل هذه القيم غنى حسن ثذرين... غنى بوجمعة أزحاف بكل تواضع وبكل ثقة مقتنعين أن الكثير منا سينهل من كل هذا قناعات ثابتة تترسخ وتتعالى ضدا على الموضات العابرة والزائلة. إن التفاتة تجاه الفنان حسن ثيذرين وبوجمعة أزحاف تعد واجبا أخلاقيا وقانونيا تعيد الاعتبار لهذه الاسماء الشامخة التي أسست وأسهمت في إغناء مشروعنا الثقافي والفكري الوطني. حفظ الله الفنانين حسن ثذرين وبوجمعة أزحاف ومتمنياتنا لهما بالشفاء ودوام الصحة والعافية .