أثارت ترجمة إحدى المكالمات الهاتفية لناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف، مع أحد النشطاء في الخارج يدعى، عز الدين أولاد خالي، ذكر فيها الياس العماري جدلا خلال جلسة محاكمته مساء الثلاثاء بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وعرض القاضي تسجيل المكالمة التي جرت باللهجة الريفية بين الزفزافي وأولاد خالي الذي قال عنه انه ذو توجهات انفصالية، بالإضافة إلى محضر يتضمن تفريغ المكالمة ومحضر ترجمتها إلى العربية من طرف الشرطة القضائية. المكالمة التي مدتها 7 دقائق باللهجة الريفية وملتقطة في ال25 مارس من السنة الماضية، أثير فيها اسم زعيم حزب "الجرار"، باعتباره وراء "تأجيج الأوضاع بالحسيمة". وخلال الاستماع إلى المكالمة التي عهدت ترجمتها إلى ترجمان محلف، كشف هذا الأخير أن المكالمة ذكر فيها اسم العماري للحديث عن مسؤوليته في احتجاجات الحسيمة. وواجه رئيس الجلسة، المتهم ناصر الزفزافي بمعطيات المكالمة، وعلاقته بالمدعو عز الدين ولاد خالي وما أثير حول مسؤولية رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلياس العماري في احتجاجات الحسيمة، ليرد الزفزافي أنه جمعته بالمدعو مكالمات باعتباره أحد أبناء الريف بالمهجر المساندين للاحتجاجات فقط، موضحا أن العماري "يقوم بالتخلويض والمشاكل والاحتجاجات جاء لفضح فساد العماري". وقال القاضي للزفزافي ايضا أن المكالمة يستفاد منها حسب النص المترجم من طرف المحققين أنه كان يتلقى تعليمات من أشخاص في الخارج، والذين أعدوا برنامجا للاحتجاجات. غير ان الزفزافي نفى أن يكون تلقى أية تعليمات من أحد، وأجاب القاضي بأن الترجمة التي أعدتها الشرطة القضائية للمكالمة غير صحيحة، كونها تضمنت 13 مقطعا حواريا في حين أن نص التفريغ بالأمازيغية تضمن 23 مقطعا. واستدعى القاضي مترجما محلفا وأعاد عرض تسجيل المكالمة، ثم طلب منه أن يترجم مضمونها، وفي مرحلة ثانية طلب منه ترجمة نص تفريغ المكالمة. وأشار المترجم إلى أن مقاطع من المكالمة غير واضحة، وتبين من كلامه للقاضي أن الحوار الذي دار بين الزفزافي وأولاد خالي تمحور في البداية حول توثيق خطابات الزفزافي والاحتفاظ بها في قرص مدمج. ووعد أولاد خالي الزفزافي بأن يرسل له قرصا مدمجا ذو سعة عالية ليحتفظ فيه بأرشيفه. كما أشار المتحدث إلى صراع في "لجنة بروكسل"، والى دور إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة وشخص آخر في ما يحدث. وسأل القاضي الزفزافي عن علاقاته ب10 أشخاص موجودين خارج المغرب، وصفهم القاضي بأن لهم ميولات انفصالية. وقال الزفزافي بأنه التقى مع بعضهم، ومنهم شخص يدعى بلال قال إنه رافقه على متن سيارته إلى إمزورن التي تبعد 18 كيلومترا عن الحسيمة. وأضاف الزفزافي أن بلال دخل إلى المغرب عبر رحلة للخطوط الجوية المغربية وجاء إلى الحسيمة ليشارك في المسيرة التي نظمها نشطاء الحراك تحت شعار "نحن لسنا انفصاليين" ردا على بيان أحزاب الغالبية الحكومية. وتساءل كيف لناشط له ميولات انفصالية أن يشارك في مثل هذه المسيرة. كما عبر الزفزافي عن استغرابه لعدم اعتقال أولئك الناشطين لدى وصولهم إلى المغرب للمشاركة في المسيرات السلمية. وطالب الدفاع من القاضي إعطاء تسجيلات مكالمات الزفزافي للمترجم المحلف كي يترجمها ويقدمها للمحاكمة، ودعم هذا الطلب ممثل الحق المدني، الذي يدافع عن ضحايا أحداث الحسيمة من رجال الأمن، كما دعمته النيابة العامة.