ما الوطن ؟ ما الوطنية؟ ما منتهى الحلم عندما تكون حزينا ؟ الوطن....... الوطن ما هو إلا رقعة جغرافية يسمح لنا فيها بالحلم ، و الوطنية تقتضي الانحناء للشهيد و للحالمين: كيف يمكن لنا اليوم ،بكل الاحباطات التي تكبلنا، و في عز حزننا على شهيدنا أن نتسلح بذكاء العالمين و نفوت الفرصة على المتربصين بأحلامنا، ألمنا دفين و عميق يمتد إلى حين بداية اللهفة التي أعقبت رحيل المستعمر الذي مصنا و زرع الأمراض و السرطانات فينا و تركنا بدون بوصلة لنبعث وراءه ؛ ألمي أعمق؛ أجره منذ أن مستني بشاعة السوء الجماعي أول وهلة، و أنا حالم بالورد؛قابض أنداك علي أشواكها؛ لي رغبة جنونية في البكاء لأبعد عني الذكريات الأليمة، وما سكنني من حزن قتل الفرح في دواخلي الطفولية ، و أذهب النوم من مقلتاي و كانني حارس على أحلام الناس كتب عليه أن يحارب الكوابيس المتربصة بلياليهم، المختبئة تحت و سائدهم، الساكنة في ثنايا البيوت التي تأويهم كل ليلية ، لي رغبة جامحة في الكتابة لأفرغ ما بداخلي من آلام وأرسم مبتدأ جديدا للآمال قبل أن أفقد طاقة تجديد الاحلام، لأرغمهم على الإنصات إلى حزننا ، إلى جروجنا الدفينة، إلى سيلان دمنا على ذكرياتنا المفتوحة كالجرح الذي لا يريد أن يندمل، الى الهجومات التي تصيب الحالمين مثلي، لي رغبة أخرى في الحديث إلى الناس، إلى العالمين عن الألم الذي يخنقنا،و يكاد أن ينهي مع آمالنا؛ عَل الحديث يبعد فوهات البنادق المصوبة إلى رؤوسنا الحاملة لأحلامنا،و الخازنة لجروحنا، الى ما تبقى من شموخنا، إلى صدورنا العارية إلا من تجاعيد شاهدة على النبضات المتسارعة لقلوبنا كلما حل بالوطن و بأفراد منا من بأس. فقدت طفولتي التي تشبثت بها، كما يتشبث محب باخر تلابيب كفن حبيبته، لم أرد أن انظر إليها و هي تتوارى إلى حتفها المتجدد إمكانا، هرمت أو أكاد ؛ أخذت مني قساوة السجن الساكنة في عنوة كل ما احتفظت به من طاقة عنيدة، شاب رأسي قبل الأوان احتجاجا على تعنتي؛ امتلئت بكل أسباب الرحيل بالرغم من حبي الجنوني للحياة؛ لكأس نبيذ أحمر مملوء بالحب و أخر أبيض مملوء بالحياة، و قليل مما يسكر و يسمح ببناء حلم يهوى من الأشعة الأولي للصباح، أملي ما قبل الأخير أن أساهم في تفويت الفرصة هذه المرة علي المتربصين بِنَا،لكن أكثر ذكاءا من الحاقدين علينا و على الوطن، ابتسموا في وجوههم و قولوا في أنفسكم كأنكم تصلون لألاه الأحلام و الحب : دم الشهيد نحتاجه لنسقي الورود الذابلة في صدورنا ،دم الشهيد نحتاجه لنسقي الورود التي تكبر في صدورنا، دم الشهيد نحتاجه لنسقي الورود التي ستينع في صدورنا، و زغاريد الوداع أغنية لسقي الآمال حتى لا يموت الحلم . عاش الوطن