نجح علماء بريطانيون وبلجيكيون باستخدام تقنية أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي في التواصل بشكل محدود مع أحد المصابين بغيبوبة دائمة. الباحثون يرون أن هذه الطريقة قد تسمح بإشراك هؤلاء المرضى في اتخاذ القرارات الخاصة بعلاجهم. تمكن علماء بريطانيون وبلجيكيون من قراءة أفكار أحد المصابين بغيبوبة دائمة والتواصل معه بشكل محدود. واستخدم الباحثون ما يعرف بأشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لنقل أفكار المريض، حسبما أشار العلماء في العدد الالكتروني لمجلة "نيوانجلاند جورنال اوف ميدسين" الطبية المتخصصة. و أظهرت صور الأشعة دلائل على وجود وعي لدى مريض الغيبوبة الذي كان يعتبره الأطباء حتى الآن منفصلا تماما عن العالم المحيط به. وقام الباحثون بتوجيه سلسلة من الأسئلة لمريض يبلغ من العمر 29 عاما وأصيب جراء حادث سيارة بإصابات خطيرة في الرأس والمخ. وقبل توجيه الأسئلة إلى المريض، طالبه الأطباء بتخيل صورة مباراة تنس إذا كان يريد الإجابة بنعم أو أن يتخيل أنه يسير متنزها بين الشوارع إذا ما كان يعني "لا". وبحسب المجلة العلمية فقد قام المريض بالإجابة على خمسة من ستة أسئلة بشكل صحيح، حيث أكد على سبيل المثال أن اسم أبيه ألكسندر ونفى في سؤال آخر أن يكون اسم والده توماس. غير أن الباحثين شددوا في مقالتهم على أن نجاحهم يمثل استثناء نادرا، حيث قاموا بفحص 54 مريضا في بلجيكا وبريطانيا ولم يستطع سوى خمسة منهم فقط التأثير بشكل عفوي على نشاط مخهم. ورصد الباحثون لدى ثلاثة من هؤلاء الخمسة دلائل ضعيفة على وجود وعي. و بين هؤلاء البلجيكي البالغ من العمر 29 عاما وهو المريض الوحيد الذي نجح الباحثون في التواصل معه وإن كان هذا التواصل مشوها. وكان هذا التواصل ممكنا فقط باستخدام الماسح الضوئي للمخ. وشارك في الفحوص الطبية علماء من جامعة كامبريدج وعلماء من جامعة لييج البلجيكية. وأكد الباحثون صعوبة التمييز بدقة بين الاضطرابات الشديدة في الوعي وأن نسبة التشخيص الخاطئ بلغت 40%، ما يؤكد ضرورة إيجاد وسائل تشخيص جديدة لتكملة الأساليب المعتمدة حاليا. كما أكد أدريان أوين الباحث بجامعة كامبريدج أن الطريقة الجديدة تفتح الباب أمام إشراك مرضى الغيبوبة الدائمة في اتخاذ القرارات الخاصة بعلاجهم المستقبلي وسؤالهم على سبيل المثال عن آلامهم.