يوم 03 أبريل من السنة الجارية، بثت القناة الأمازيغية تقريرا حول الوضع البيئي بالجماعة القروية الرواضي، كنموذج ل"الوضع البيئي بالمغرب" موضوع حلقة برنامج "الشأن المحلي" الذي تبثه القناة الثامنة مساء يوم الأربعاء. كان التقرير أرضية لمناقشة موضوع الوضع البيئي عامة وتدبير النفايات خاصة، بالجماعات المحلية كأحد المشاكل التي تهم الشأن المحلي. وقد حاول التقرير استقصاء آراء جميع الفاعلين المحليين من منتخبين وفاعلين جمعويين والمصالح الخارجية الوصية، كل من زاوية تموقعه، دون أن يغيب آراء الساكنة المحلية المتضررين بشكل مباشر بعواقب الوضع البيئي المتدهور بالجماعة، بينما غاب عن "الشأن المحلي" الوصي الأول على تدبير النفايات بالجماعات المحلية وهو المجلس الجماعي ، حيث فوض للنيابة عنه في الموضوع لموظف جماعي، فكانت المفارقة أو الهجانة أو شيئا آخر لم تجد له ساكنة جماعة الرواضي تعبيرا دقيقا للدلالة عليه، حين تابعت برنامجا ل"الشأن المحلي" بلغة أمها الأمازيغية متخذا من جماعتها نموذجا، حين لم تر بالبرنامج ممثلها الرسمي والناطق باسمها الذي غاب عن "الشأن المحلي" وكأن تدبيره لا يهمه، أو ولربما هو مهموم بما هو أكبر وأجدر أن يحمل همه، وهو تحرير جزيرة بادس المحتلة، أليس هو ذات الرئيس الذي طلعت علينا المواقع الالكترونية المحلية بنداءه خلال شهر نونبر من السنة الماضية يدعو فيه ساكنة جماعته إلى أن يهبوا جميعا لتحرير جزيرة بادس الواقعة على حدود قبيلتهم، وكان قد سبق له أن قاد حملة لذلك بأن أمر مساعديه الأقربين من مستشاري الدوائر الانتخابية بجماعته، ليعلنوا من فوق مآذن مساجد مداشرهم وبمكبرات صوت الأذان إلى عموم الساكنة دعوة رئيسهم، فكان ما كان كما علم جميع من كان بعين المكان، إنه رئيس المجلس الجماعي بالرواضي.
أثناء نقاش موضوع الحلقة، الذي استضافت له منشطة البرنامج أستاذا جامعيا مختصا بالبيئة وممثلا عن قطاع البيئة، وخلال مجريات الحوار تبين أنه وعلى الرغم من غياب رئيس المجلس أثناء الروبورطاج، فإن حضور "محامي" الجماعات المحلية بالقناة الأمازيغية كفاه شر الدخول في "خزعبلات" شؤون جماعة الرواضي التي لا تهمه إلا بقدر ما يستدر من تدخلاته المسددة تسديدة القناص الماهر، فراح المحامي يرافع عن مجالس جماعية ما عادت أساليب تسييرها وتدبيرها للشأن المحلي ومردوديتها تخفى على أحد، منطقا من فرضيات لا تصمد أمام الواقع، وهو الأستاذ الجامعي الضمير الحي للأمة المتخصص في المجال البيئي الذي كنا ننتظر منه اقتراحات وحلول مبنية على دراسات ونتائج البحث العلمي، راح يدافع عن مجالس أقل ما يقال عنها "بيوت عناكيب" إلا ما ندر منها.
ولعلم أستاذنا الجليل، وتدقيقا للمعطيات، فإن جماعة الرواضي من الجماعات المحدثة منذ 1962، من الجماعات القروية 360 المستفيدة من برنامج محاربة الفقر في المجال القروي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ 2005، مركزها استفادت من الربط بشبكة الماء الصالح للشرب منذ سنة 1996 وليس حديثا كما افترض الأستاذ، برمج به مشروع تأهيل شبكة الصرف الصحي سنة 2007، خضع لمشروع إعادة الهيكلة سنة 2011، وكلف ذلك أموالا طائلة، ويكفي أن نذكر أن مشروع تأهيل شبكة الصرف الصحي الذي التقط منه الروبورطاج بعض اللقطات، كلف ما مقداره 725000 درهم، ورغم ذلك فإن مجاري واديه الحار مفتوحة على مدرستين ابتدائيتين وعلى الثالثة التي ستفتح أبوابها الموسم الدراسي المقبل وهي المدرسة الجماعاتية، كما أنها مفتوحة على آبار مياه تستعملها الساكنة في أغراضها اليومية، ما زاد من تدهور الوضع البيئي بجماعة الرواضي الواقعة بقلب المنتزه الوطني للحسيمة.