دشَّنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة صباح أمس الخميس -وبدعم مقدم من اللجنة الصحية المغربية لمساعدة فلسطين والعراق- أضخم مستشفى على مستوى قطاع غزة، حيث سيُقام على مساحة تقدر بحوالي 30 دونم من أراضي المحررات غرب مدينة رفح جنوب القطاع. وحضر حفل التدشين ووضع حجر الأساس وكيل وزارة الصحة الفلسطينية حسن خلف ورئيس سلطة الأراضي إبراهيم رضوان والناطق باسم حماس سامي أبو زهري، وأعضاء الوفد الطبي المغربي يترأسهم محمد غوتي الأغظف، ولفيف من الأطباء ورؤساء الأقسام بالمشافي وممثلي الأطر الطبية بالقطاع. وتعدُّ مدينة رفح والتي يقدر عدد سكانها بقرابة 200 ألف نسمة، من أفقر مدن القطاع صحياً، حيث لا يتواجد بها سوى مستشفى واحد وهو مستشفى أبو يوسف النجار، والذي لا يتسع لأكثر من 29 سريرياً في حالة الطوارئ. تثمين ومطالب وثمن رئيس بلدية رفح عيسى النشار الجهود المغربية الخيرية التي ساهمت في تدشين هذا المشروع المميز والذي تحتاج له مدينة رفح أمس الاحتياج، على اعتبار أنها تفتقر للمشافي. وشدد النشار على أنه لا بد من توفير مقومات الصمود لهذا الشعب، من خلال المشاريع التي تعد أحد الركائز الأساسية لمقاومات الصمود. وقال: “عانينا كثيراً بمحافظة رفح من هذا الموضوع عبر سنوات طويلة، خصوصاً فترة تواجد الإحتلال الإسرائيلي والتي سقط خلالها مئات الشهداء والجرحى، لقلة المرافق الطبية”. وأكد النشار ل وكالة الأخبار الفلسطينية أن البلدية ستدعم هذا المشروع بما أتيح لها من إمكانيات، لاسيما المياه والكهرباء وشبكات الصرف الصحي وتسوية الأرضي وتعبيد الطرق المؤدية لها. وثمَّن باسم الشعب الفلسطيني كل الجهود الرامية لخدمته وتدعيم صموده وتقديره على تضحياته، متمنياً أن تستمر المغرب وإلى جانبها الدول العربية والأجنبية بالاستمرار في تقديم الدعم المادي لإقامة مزيد من المشاريع الحيوية والهامة التي يحتاجها سكان غزة. فرحة وسعادة من جانبه، عبَّر وكيل وزارة الصحة والقائم بأعمال وزيرها حسن خلف عن فرحته وسعادته البالغة للبدء بتنفيذ هذا المشروع على بقعة هامة من قطاع غزة، وفي منطقة تعد أكثر المناطق احتياجاً لمثل هذا المشروع. وأضاف “نحن منذ اللحظة الأولى لطرح هذا المشروع خلال لقاء الوفد المغربي قبل أيام برئيس الوزراء إسماعيل هنية، رحبنا بالفكرة بكل سعادة وفخر وتعاطينا معها بشكل سريع، خصوصاً من قبل رئيس الوزراء الذي خصص مباشرة قطعة الأرض التي سُيقام عليها المشروع، بعد أن تم التواصل والتنسيق مع سلطة الأراضي في غزة”. ولفت إلى أن المستشفى والذي سيستأنف بها العمل قريباً، ستتم عبر عدة مراحل، وسيكون للمغرب صبغته الخاصة بشكلها وزخرفتها وبائها الهندسي، والخدمات التي ستُقدم بها، حيث ستتخذ شكلاً مغربياً يبقى في الذاكرة شاهداً على عطاء المغرب وتقديمه الدعم رئيساً وحكومة وشعباً للشعب الفلسطيني. وشدد خلف على أن الوزارة تحرص كل الحرص على الرُقي بعملها وأدائها، وستبذل قصارى جهدها بما يتوفر من الإمكانيات لتقديم الخدمات الصحية لسكان القطاع، وخير شاهد على ذلك الإنجازات التي حققتها على مدار السنوات الأربع الماضية على صعيد العمليات النوعية، وتحسين أداء الكادر البشري. دعم وتعاطف من جانبه، قال رئيس الوفد الطبي المغربي :” إن غالبية الشعب المغربي يتمنوا أن يزور غزة وأن يأتوا معنا خصوصاً من مختلف الأطر الطبية، ويتمنوا أن يعيشوا هذا اللحظات الجميلة التي يُفتتح بها مستشفى بتمويل خالص من الشعب والحكومة المغربية، التي تتعاطف وتولي القضية الفلسطينية اهتماما كبيراً”. وأوضح الأغظف ” عندما يكون هناك دعوة لمسيرة احتجاج بالمغرب ضد الممارسات الإسرائيلية وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، يخرج المئات منهم بالشوارع وتتعالى أصواتهم المناصرة والمؤيدة للقضية الفلسطينية، على اعتبار أنها القضية التاريخية والمركزية بالعالم”. ولفت إلى أنَّ زيارة غزة ليست من أجل الدعم ونصرة الشعب فحسب، بل للوقوف لنقف بجوار إخواننا في الأطر الصحية المختلفة، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، باعتبارهم مقاومين يقدمون أرواحهم من أجل إنقاذ حياة المصابين والجرحى، خصوصاً فترات الحرب والاجتياحات والقصف المتكررة. وأضاف “كما لا يخفى على الجميع أن الصحة باتت أحد أهم الجبهات التي تلعب دوراً فعالا في مختلف المجالات، والتي تعجز الجهات الرسمية والسياسية العربية أن تقوم بها”، مؤكداًً على أن الهدف من وراء هذه المشاريع أيضاً هو أننا نريد أن نمحي الحدود الوهمية بين الدول العربية المختلفة صحياً وعلمياً”. وبين الأغظف أن الهدف من وراء بناء هذا المستشفى هو جعله مرجعيه للمغرب بغزة من خلال الناظم المغربي الذي سيُتبع بالمستشفى، فعلى صعيد البناء ستكون الزخرفة الخارجية للمبنى مغربية خالصة. أما بالنسبة لنظم السياسية والدوائية بالمستشفى فستكون كالنظم المغربية، فضلاً عن جعلها مسرحاً علمياً للأطباء الفلسطينيين على يد أشقائهم المغاربة، حيث إن التفكير ببناء المستشفى خارجي والتنفيذ محلي، مبني على أرقام وإحصائيات عقلانية ومدروسة مسبقاً بشكل دقيق، كما قال. وأكد أن المغرب ملكاً وحكومة وشعباً ستواصل تضامنها مع الشعب الفلسطيني وتقدم الدعم له، وستسير مزيداً من القوافل الإغاثية والطبية لسكان القطاع حتى يرفع الحصار عنه. وشكر الأغظف هنية لمنحة قطعة أرض للمستشفى وتجاوبه السريع مع مقترح المشروع وحفاوة استقبال الوفد، شاكرا كذلك كل من ساهم وسيساهم بالعمل على إنجاحه، موجهاً التحية للأسرى والشهداء والجرحى ولذويهم. وكالة الأخبار الفلسطينية (صفا)