يعتبر حي أساكا بمنطقة تيكوين بأكادير، أحد الأحياء الحديثة التي تتميز بموقعها الإستراتيجي الهام؛ حيث يمثل البوابة الرئيسية لمدينة أكادير( مدخل المدينة من جهة الطريق الوطنية القادمة من مراكش). مما يجعل الاعتناء بها؛ بنيةً تحتيةً، وجماليةً، من الأولويات الأساسة التي يجب أن يضطلع بها المجلس الجماعي للمدينة. بيد أن الواقع غير ذلك؛ إذ درجت كل المجالس الجماعية التي تعاقبت على تسيير هذه المدينة، على تخصيص عنايتها القصوى لوسط المدينة؛ حيث تتمركز الفنادق الفخمة، والفيلات الباذخة، والأحياء المخملية،… لتزيد لجماليتها؛ جمالا، ولرونقها؛ بهاءً. وتتعمد – في المقابل- إهمال الأحياء الهامشية والبعيدة عن هذا الوسط المحظوظ. فلا تكاد ترى في أزقتها، إلا الأزبال المرمية التي يخلفها عمال النظافة الذين يجوبون أزقة هذه الأحياء كل صباح، بشاحنة مكشوفة، تحمل أكثر من طاقتها المسموح بها، وحُفَرا “تؤثث” الطرقات الداخلية للحي، وتزيد من معاناة أصحاب العربات، والدراجات،… والمارة حتى !، مع الغياب شبه التام للمساحات الخضراء، وفضاءات الترفيه، رغم وجود مساحات مخصصة لها. ورغم المراسلات الكثيرة التي ما فتئت ترسلها جمعية أساكا للتنمية والتعاون إلى من يهمهم الأمر حول هذا الوضع المزري والكارثي الذي يعرفه هذا الحي، فإن المجلس الجماعي، السابق والحالي، لم يُفعِّل، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، أي مشروع ملموس وحقيقي، يعيد الاعتبار لجمالية هذا الحي، ولبنيته التحتية المهترئة، ويشعر الساكنة بالارتياح والأمل؛ خَلَا بعض الوعود والتسرُّبات، غير الرسمية، التي تصل الجمعية، وتنعش انتظارات الساكنة، بقرب حدوث تململٍ مَا قد يعيد الاعتبار لهذا الحي المتميز؛ موقعا، وتصميما، ونشاطا جمعويا. وهي مبادرات(مقترحات) سمعنا عنها، وعن تاريخ (تواريخ!!) تنزيلها، مع المجالس السابقة الكثير، لكن ظلت كلاما للتطمين والاستهلاك، ليس غير!. واليوم، يتجدد أمل الساكنة في أن تكون لهذا المجلس الجديد، الذي مر على انتخابه ما يناهز ستة أشهر(!)، الشجاعة السياسية في إمالة الكفة لصالح الأحياء التي لم تنل حظها من الاهتمام؛ إعمالا لمبدإ تكافؤ الفرص في الاستفادة من البرامج الترابية للمجلس، ومشاريعه الإنمائية، وتفعيلا للعهد الوثيق الذي أبرمه منتخبو الحزب، الذي يقود دفة تسيير الشأن المحلي بهذه المدينة، مع ساكنة هذا الحي، وسائر أحياء منطقة تيكوين. صالح أيت خزانة كاتب عام “جمعية أساكا للتنمية والتعاون”.