اعتبر النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي، السبت، بآيت ملول، أن "التحكم هو ذلك البؤس المتجسد في التيار التخريبي في المجال السياسي، الذي له تجليات في مجال المال والأعمال والاقتصاد والمجتمع المدني". وقال أفتاتي الذي كان يؤطر لقاء الحملة الجهوية الثانية لشبيبة العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة، تحت شعار "شباب ضد التحكم"، إن "كراكيز المرحلة، سينتهي دورهم، كما انتهت أدوار "الإسكوبارات" الذين سبقوهم، والذين كانوا يتحركون ب"هذه البقعة الطاهرة"، في إشارة إلى تجربة تسيير "مريرة" بعدد من جماعات جهة سوس، وفقا لما جاء في كلمة النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية. "كراكيز" الدولة العميقة لا يفهمون في العلم ولا في أي شيء، يضيف أفتاتي، بل يرددون ك"الببغوات" فهمهم للحداثة، مقترحا على أعضاء الحزب و"شبيبة بنكيران" بسوس ماسة، وصفة لإنهاء "التحكم" إلى غير رجعة، وهي الاقتداء والتشبث بتراث العلامة محمد رضا الله المختار السوسي، وعبد الله بها وسعد الدين العثماني. وأبرز أفتاتي أن "شبيبة العدالة والتنمية ليست وليدة سنة 2010 أو 2016، بل هي مشعل أخذته عن مجموعة من القيادات والمناضلين، الذين اشتغلوا منذ سبعينيات القرن الماضي، بعد أن أخذوا، بدورهم، المشعل عن الحركة الإصلاحية الوطنية لمحمد عبد الكريم الخطابي، وعلال الفاسي، والمختار السوسي وغيرهم". واعتبر البرلماني عن فريق البيجيدي، أن "الطريق سالك اليوم إلى الانتقال الديمقراطي والعدالة الاجتماعية، وإلى تحكم المغاربة في "الثروة"، "كما شرعوا في بسط قوتهم في المجال السياسي"، وفق تعبيره. وفي سياق تناوله للأوضاع بعدد من الدول العربية والأوروبية، أورد المتحدث أن "ما يحصل هناك لا يمكن أن يقع في المغرب، الذي لا تسمح تربته بالمغامرة، ولا تشجع تلك الأوضاع على النكوص والانقلاب على الوضع، مما يجعل من "إعطاء الكلمة للشعب"، سواء في السياسة أو الثروة أو توزيع ثمار النمو، خيارا وحيدا لتجاوز ما وقعت فيه تلك الأقطار، التي تُدمّر اليوم وتُحلّل دولها وأنظمتها السياسية". وعن الاستحقاقات الانتخابية لشتنبر 2015، أضاف أفتاتي أنها مرحلة إيذان باندحار التحكّم، مخلفة طبقتين لتسيير الدولة تسيران في الاتجاه نفسه، "الحكومة والجماعات المحلية التي ثبتت أغلبها إرادة 2011"، مبرزا أن من وصفهم ب"البؤس" قد فروا إلى ملاجئ ومخابئ مجلس المستشارين والمجالس الجهوية، قبل المعركة الكبيرة، في إشارة إلى انتخابات أكتوبر 2016، متحديا بكون قيادات العدالة والتنمية جاهزة للمعركة الفاصلة، حسب وصفه. أفتاتي انتقد الغريم السياسي "الأصالة والمعاصرة"، وتساءل مستغربا عن حيثيات خسارة مقاطعة والفوز برئاسة مجلس المستشارين، داعيا حكيم بنشماس إلى تقديم استقالته من الغرفة الثانية بدلا من مجلس المقاطعة، والترشح في إحدى معاقل "التيار التخريبي" في معركة 2016، واتهم مثل هؤلاء بالبحث عن "عقود تأمين من أجل المستقبل"، حتى لا يكونوا عرضة لأية هبّة أو غضبة شبابية مستقبلا.