في إطار تفعيل مقتضيات الإستراتيجية الوطنية التشاركية بين القطاعات الفاعلة في مجال التربية على المواطنة والسلامة الطرقية ومناهضة العنف المدرسي، اختتمت خلال شهر يونيو 2015 النسخة الثالثة من الحملة التحسيسية التي تنظمها المنطقة الأمنية الإقليمية للأمن الوطني بانزكان بشراكة مع نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بنيابة انزكان ايت ملول واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير وبعض جمعيات المجتمع المدني ذات الاهتمام المشترك، تحت إشراف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة، والتي انطلقت منذ 15 دجنبر 2014 لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية المتواجدة بالوسط الحضري بمختلف الأسلاك التعليمية .اتسمت هذه النسخة بتقديم مواضيع هامة تتميز براهنيتها وحساسيتها وملامستها للواقع المعيش للتلاميذ. من قبيل مناهضة العنف بالوسط المدرسي، مخاطر استهلاك المخدرات، الجرائم المعلوماتية والأخطار المرتبطة باستعمال الانترنيت، والتربية على المواطنة، السلامة الطرقية والوقاية من حوادث السير، ودور الشرطة في حماية البيئة، وتسليط الضوء على جريمة التحرش والاستغلال الجنسي للأطفال القاصرين.. وتميزت هذه اللقاءات التحسيسية بمشاركة مكثفة للتلاميذ وأطر التدريس وممثلين عن جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ و جمعيات المجتمع المدني الذين تفاعلوا بإيجاب مع محاور هذه اللقاءات من خلال الأسئلة والاستفسارات المطروحة على المؤطرين، هذه النسخة والتي اشرف عليها السيد نائب الوزارة والسيد رئيس منطقة امن انزكان استهدفت 95 مؤسسة تعليمية منها 54 ابتدائية و25 ثانوية و16 خصوصية، وبلغ عدد المستفيدين منها 4760 تلميذا وتلميذة منهم 1670 أنثى بحضور 223 إطارا تربويا وإداريا و46 جمعية )حسب الإحصائيات الواردة من طرف السادة رؤساء المؤسسات التعليمية المستهدفة(، حيث تفاعل الجميع بشكل تلقائي مع عروض تربوية تحسيسية أطرها 12 إطارا من نساء ورجال الأمن بمختلف المراتب بغاية تغذية روح المواطنة والسلوك المدني لدى الناشئة وتوعيتهم بخطورة عدد من الظواهر السلبية التي تحيط بالمجتمع المدرسي من أجل تجنبها، من خلال إبراز العديد من السلوكات الوقائية الكفيلة بتفادي الانزلاق نحو الانحراف والجنوح والإدمان وارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها. كما قدمت بعض النصائح لتلافي ولوج التلاميذ والتلميذات عالم المخدرات وكيفية التعامل لمواجهة مختلف المشاكل والوضعيات اليومية التي من شأنها أن تكون سببا في الإدمان. هذا وقد لقيت هذه الحملات التحسيسية استحسانا لدى كافة المستفيدين والمتتبعين لفعالياتها، مما ساهم في تدني مستوى الجريمة في محيط المؤسسات التعليمية، من خلال تعاون وتجاوب تلاميذ وأطر المؤسسات التعليمية وفق سياسة القرب التي راهنت عليها المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني تحقيقا لمفهوم" الشرطة المواطنة" والانفتاح على المحيط وتقوية العلاقة مع المجتمع المدني لتحصين الأطفال والشباب ضد مختلف أشكال الانحراف. وقد خلفت هذه الحملة صدى وأثرا طيبين على نفوس الناشئة والأطر التربوية والإدارية والآباء والفاعلين الجمعويين الذين أبانوا عن ارتياحهم لهذه البادرة التي مدت أواصر التواصل بين أسرتي الأمن والتعليم، وأكدت على تقوية وتعزيز هذه الحملات للحفاظ على مجتمع سليم ومتكامل ترسخ فيه قيم المواطنة والسلوك الحسن، وهذا يعتبر اكبر حافز للتفكير في ترسيخ هذه الحملات وإطلاق نسخها المستقبلية.