رفضت ابتدائية ابن جرير، يوم الخميس، السراح المؤقت للجندي بالقاعدة العسكرية الجوية السادسة بابن جرير، الذي تتابعه النيّابة العامة، في حالة اعتقال، بتهم ثقيلة تتعلق ب «حيازة الأقراص المهلوسة وترويجها بين صفوف بعض الجنود وعناصر القوات المساعدة بالقاعدة العسكرية نفسها، والسكر العلني، والفساد، وإعداد منزل للدعارة»، الذي تم توقيفه، في حدود الساعة الواحدة من صباح الجمعة ثالث أبريل الجاري، إثر مداهمة شقته التي كان يمضي بها ليلة صاخبة رفقة صديقته وجنديين آخرين وفتاة، من طرف فرقة أمنية مشكلة من الدرك الملكي والشرطة القضائية، التي حجزت لديه 95 قرصا مهلوسا من نوعي «فاليوم» و»نورداز». المحكمة رفضت السراح المؤقت أيضا لصديقته المستخدمة بإحدى الصيدليات، والمتهمة ب «السكر العلني، والفساد، وخيانة الأمانة، وحيّازة الأقراص المهلوسة، والمشاركة في ترويجها». وقد حددت المحكمة الخميس المقبل موعدا للجلسة المقبلة، التي من المقرّر أن تشرع خلالها في مناقشة وقائع هذا الملف المثير، الذي يتابع فيه أيضا ثلاثة أظناء آخرين، في حالة سراح، بتهمتي: «السكر العلني، والتحريض على الفساد». جلسة يوم الخميس لم تدم طويلا. فقد قررت المحكمة التأخير مجددا لأسبوع آخر، معللة قرارها بعدم حضور صديقة المتهم، التي تعاني من وعكة صحية، إذ انهارت ساعات قليلة قبل موعد الجلسة، وتم نقلها إلى المستشفى، حيث تلقت الإسعافات لمدة أربع ساعات، قبل أن يتم نقلها مجددا إلى سجن ابن جرير. دفاع المتهمة المعتقلة أدلى للمحكمة بملف طبي، وتقدم بملتمس من أجل إحالتها على طبيب مختص، كونها سبق وأن أجرت عمليتين جراحيتين، وتتابع علاجا منذ 14 سنة عند طبيب مختص في الجهاز الهضمي بمدينة الدارالبيضاء، موضحا أن المتهمة كانت تتبع حمية غذائية، وتتناول أغذية خاصة غير متوفرة بالسجن الذي تقبع فيه. وأضاف الدفاع بأن مؤازرته دخلت في حالة اكتئاب حاد، وأصبحت لا تقدر على الكلام، وطالب بالموافقة على الملتمس ضمانا للمحاكمة العادلة، ومن أجل أن تتمكن المتهمة من الإجابة عن أسئلة المحكمة والدفاع عن نفسها وإقناع المحكمة ببراءتها. وقد صرح المتهم الأول أمام المحققين بأنه ينحدر من مدينة سلا، التي تابع دراسته بها حتى حدود السنة الرابعة إعدادي، قبل أن يلتحق، في سنة 2011، بالقوات المسلحة الملكية جنديا بسيطا بالقاعدة العسكرية الجوية السادسة بابن جرير، لا يتقاضى سوى 3000 درهم كمرتب شهري، يخصص منه ألف درهم لوالدته شهريا، ويكتري شقة بمبلغ 1100 درهم، علما بأنه مدمن على شرب الخمر، ويتنقل يوميا من منزله باتجاه القاعدة العسكرية. وأضاف أن حالته المادية المتدنية جعلت المتهم يفكر في طريقة تكسبه مالا وفيرا دون أن يبذل مجهودا كبيرا، فاهتدى إلى الارتباط بعلاقة صداقة بمستخدمة بإحدى الصيدليات، التي أوهمها بعشقه الشديد لها، وأنه لم يعد بإمكانه الاستغناء عنها بعد علاقة عاطفية بينهما امتدت لمدة خمسة شهور، كاشفا عن نيته بالزواج منها متى تحسنت أوضاعه المادية، قبل أن ينتقل إلى مرحلة أخرى من خطته، عارضا عليها أن تزوده بالأقراص المهلوسة، التي أصبحت تمده بها بدون مقابل لمدة شهر تقريبا، إذ كان يروجها بين الجنود من خارج وحدته العسكرية بمبلغ خمسين درهما للقرص الواحد، وهو ما مكنه من تحقيق أرباح بددت ضائقته المالية. من جهتها، صرحت المتهمة في محضر الضابطة القضائية بأنها تابعت دراستها حتى مستوى السنة الثانية ثانوي، وأنها تعمل بصيدلية بأجر شهري قدره ألفي درهم، موضحة أنها ارتبطت بعلاقة صداقة مع الجندي المتهم، رغم علمها بكونه متزوجا من سيدة بمدينة سلا بطريقة سرية وبدون حصوله على رخصة إدارية من القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية. وأضافت بأنها أصبحت مغرمة بالمتهم لدرجة أنها أصبحت تنفق عليه من مالها الخاص، موضحة بأنه استغل هذه الوضعية ليطالبها بتزويده بحبوب الهلوسة من الصيدلية التي تعمل بها، دون أن يخبرها بما سيفعله بها، نافية علمها بترويجه للحبوب المذكورة، التي قالت إنها سلمته ست علب منها بعدما وضعت مقابلها المادي بصندوق الصيدلية من مالها الخاص.