تعرض ملف عبارة عن تحقيق ميداني أنجزته «المساء» بداخل مخيمات تندوف إلى السرقة من سيارة الزميل يوسف ججيلي (صحافي بالجريدة) الذي أنجز التحقيق، وذلك زوال أول أمس السبت بالقرب من مخفر للشرطة بشارع رحال المسكيني بالدار البيضاء. وانتقى «اللص» أو «اللصوص» بعناية المسروقات، التي تمثلت في ملف متكامل حول مخيمات تندوف، كان الزميل قد أنجزه قبل مدة (سننشره قريبا). كما قام بسرقة حاملتين للمعلومات «يو.إس.بي»، تتضمنان حوالي 1000 صورة لمخيمات تندوف وقاطنيها، وأوراق السيارة وبطاقة بنكية وأخرى للقروض وبطاقتين مهنيتين وهاتف نقال، دون أن يمد يده إلى مبلغ مالي كان موضوعا فوق الهاتف النقال. واختار «اللص»، الذي فتش السيارة بأكملها في ظرف لا يتجاوز الخمس دقائق، أن يسرق ملفا ورقيا عبارة عن تحقيق داخل مخيمات تندوف، يتكون من 20 صفحة، دون سرقة ملف آخر كان موضوعا بجانب الملف المذكور بصندوق السيارة الخلفي. وعمد أيضا إلى سرقة حاملتي المعلومات، اللتين كانتا موضوعتين بجانب مقود السيارة، إضافة إلى باقي أوراق السيارة ورخصة السياقة وبطاقة التعريف الوطنية. وبعد إخبار السلطات الأمنية في حينه، عمل مصطفى الموزني، والي الأمن بالدار البيضاء، على إيفاد عناصر الشرطة العلمية، الذين قاموا بمعاينة السيارة، ورفعوا البصمات الموجودة على مختلف أبوابها وصندوقها الخلفي، إضافة إلى مختلف الأماكن، التي عبثت بها يدا «اللص» المفترض. كما حضرت إلى عين المكان عناصر الفرقة الولائية للشرطة القاضية وأخرى خاصة بالدائرة الأمنية الخامسة «ابن جدية»، إضافة إلى عناصر الاستعلامات العامة وعنصرين من مديرية مراقبة التراب الوطني، حيث تم نقل الزميل ججيلي إلى الدائرة الأمنية للإدلاء بأقواله ووضع شكاية، ضد مجهول، في الموضوع. وأكد الزميل ججيلي، في محضر الشرطة، أنه ركن سيارته بالقرب من مخفر الشرطة في حدود الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة بالضبط، كما هو مبين في ورقة أداء شركة «الصابو»، وأنه بمجرد ما ولج محلا تجاريا انتبه إلى أنه نسي بطاقته البنكية بالسيارة فعاد إلى حيث ركنها ليسترد البطاقة قصد دفع ما يعتزم شراءه، وذلك في مدة زمنية لا تتعدى العشر دقائق. وأضاف أنه بمجرد ما بلغ سيارته وجد «بابها مفتوحا وحالة من العبث همت محتوياتها»، مؤكدا في السياق ذاته على أنه أحكم إقفال الباب بواسطة آلة التحكم عن بعد، وجازما بأن باب سيارته كان مقفولا عندما غادرها. ونبه الزميل ججيلي السلطات الأمنية إلى «حساسية الملف الذي تمت سرقته، والذي يتعلق بتحقيق متكامل حول مخيمات تندوف مرفق بالصور عن أدق التفاصيل لحياة الصحراويين بمخيمات البوليساريو». وبعد الانتهاء من أخذ أقواله، تحولت أسئلة المحققين للبحث عن تاريخ زيارته لمخيمات تندوف والجهات التي مكنت الزميل ججيلي من دخولها ومغادرتها، وعما إذا كان ذلك باتفاق مع قيادة البوليساريو، ومعلومات حول وضعية الصحراويين إلى غير ذلك من الأسئلة المرتبطة بالملف، وهو ما رفض الصحافي الإجابة عنه، معتبرا أن التحقيق يهم مسروقات سيارته وليس البحث عن المصادر، التي ساهمت في زيارته للمخيمات، مشيرا إلى أن الملف سيتم نشره قريبا وسيطلع الرأي العام الوطني على تفاصيل الحياة بتندوف. واستغرق التحقيق بالدائرة الخامسة زهاء ساعتين، قبل أن يتم نقل الصحافي مجددا، عبر سيارة الشرطة، إلى ولاية الأمن، التي قضى بها تقريبا ساعتين إضافيتين، حيث أجاب عن أسئلة أعضاء الفرقة الولائية للشرطة القضائية، الذين تفهموا رفض الزميل ججيلي الإفصاح عن المصادر، التي ساعدته على بلوغ مخيمات البوليساريو. هذا، ووعدت المصالح الأمنية الزميل ججيلي بالعمل على استرجاع المسروقات. ويبدو أن هذا «اللص» أبله لاعتقاده بأن ملفا بحساسية تحقيق متكامل مرفق بحوالي 1000 صورة من داخل المخيمات ستحتفظ «المساء» بنسخة واحدة منه فقط، ونحن نخبره بأن جميع تحقيقاتنا الكبرى نحرص على الاحتفاظ بها بعناية في أماكن مضمونة بعيدة عن الأيادي التي أصبحت تسرق في واضحة النهار.