في عدد من المحاكم بالنفوذ الترابي لمحكمة الاستئناف بأكادير،وفي زمان العهد الجديد،عهد التغيير الذي وصل فيه الإصلاح شأوه،لازالت سيوف الظلم تُسلط على من ساقتهم الأقدار أن يمتهنوا مهنة حارس أمن خاص،لكن بطريقة مغايرة ومهذبة،لكنها تشبه القتل بالسلاح الصامت،لايسمع صوتها الجيران،لكن مجالسة أحدهم أو رصد عملهم اليومي ولو عن بعد،سيكشف واقعا لا يعلمه كثير من الناس،واقع يُجسد المعاناة الخجولة والظلم والقهر والهوان عنوانها البارز،يتجرعها مستخدمو الأمن الخاص في سكوت،واقع شكل غبارا أسود في حاجة إلى نفضه،ركام متكثل من الظلم الاجتماعي والاستغلال الممنهج للقوى العاملة ،كل ذلك من أجل الحصول على لقمة الخبز،لكن في ظروف عمل أقل ما يمكن عنها أنها لا تحترم الكائن البشري،معاناة يومية إذن وحكرة ومهانة في ظروف مزرية لا تتطابق مع شروط العيش الكريم ، ولا تتماهى مع أدبيات العهد الجديد ، وثقافة حقوق الانسان والمساوة والعدالة الاجتماعية ، بل ولا تحترم البنود التي سطرها المشرع في مدونة الشغل. فداخل بعض محاكم جهة سوس ماسة درعة وبمؤسسات عمومية وخصوصية عديدة،يعيش هؤلاء المستخدمون معاناة مريرة وواقعا بئيسا مع ظروف العمل القاسية تتجسد في نظرة المجتمع إليهم نظرة حكرة وإهانة وتنقص وازدراء لا تليق بهذه المهنة النبيلة بتاتا،مرورا بتحويلهم إلى مجرد سلعة تدر أموالا طائلة على أصحاب الشركات لا يصلهم فيها إلا الفتات أصبح معه رجل أو امرأة الأمن الخاص مجرد رقم مكتوب بالطباشير يمكن مسحة أو حذفه بسهولة في أية لحظة دون سابق إشعار،اما عدد ساعات العمل،فيُعتبر مستخدموا هذه المهنة أول من يلتحق بالعمل وآخر من يغادره،يراقب تحركات الخارجين والداخلين،يسهر على راحة الأشخاص وحماية الممتلكات. مشاكل بالجملة تعاني منها هذه الفئة: العطل والأعياد،التعويضات،التغطية الصحية والاجتماعية،بطاقة الشغل،ورقة الأداء،التقاعد،غياب وسائل العمل الضرورية مثل أجهزة الاتصال لدى العديد منهم،تماطل في تخصيص الزي الملائم لفترات مختلفة من السنة "الصيف والشتاء"،وسائل مواجهة بعض الانفلاتات المحتملة،غياب الشروط الأمنية والصحية التي يعمل فيها رجل الأمن بالليل... قطاع يحتاج الى إعادة هيكلته من الداخل ، وتنظيمه قانونيا وأخلاقيا ، كي نحقق حدا أدنى من الكرامة والعدالة الاجتماعية وإعادة ترميم بعض ملامح الهشاشة الاجتماعية وإعادة الاعتبار لهذه الفئة من المجتمع التي تتحمل مسؤوليات جسيمة لا تضاهيها حجم العناية الواجب ايلاؤها لهم باحترام كرامتهم البشرية وتوفير أدنى شروط العمل العيش الكريمين.