بعد الخطوة الأولى التي نفذها المفسدون في محاولاتهم الاستيلاء على فضاء منتزه الأمان، والمتمثلة في تبليطه سنة 2000 من طرف المسؤولين تحت ذريعة الجفاف ،والتكلفة العالية لصيانة المنتزه وسقي نباتاته،إذ تم إزالة السياج المحيط به وتحويله إلى ساحة بها بقعا خضراء أهملت عمدا وتركت مرتعا لكل أشكال الانحراف والى مرحاض مفتوح ومطارح أزبال عشوائية، وملجأ للمتسكعين والمنحرفين الذين يتعاطون المسكرات والمخدرات ،كما يتخذها اللصوص محطة لترصد الضحايا لسلبهم ما يحملون نشلا أو تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وفي سنة 2001 كانت المحاولة الأولى من المفسدين المستفيدين من اقتصاد الريع بالشروع في أقامة مقهى بالساحة إلا أن السلطات آنذاك استجابت لاعتراض الساكنة فتم توقيف البناء.وفي سنة 2013 وبعد الضجة الإعلامية الكبيرة في محاربة الفساد والقطع مع اقتصاد الريع يفاجآ سكان إقامة الأمان بالترخيص لبناء أكشاك في عهد حكومة نشر لوائح المستفيدين من الرخص وبأمر من مجلس بلدي يشرف عليه أعضاء حزب العدالة والتنمية الرافع لشعار محاربة الفساد ورخص الريع، ففي أي إطار يمكن تصنيف هذه الترخيص باحتلال ملك اعد متنفسا للساكنة لا مكانا للتجارة، هل هو ريع أم مكافأة على خدمة ما؟؟ يتساءل أحد الساكنة أثناء حلقة نقاش حول الأمر. وما مصير المراسلات التي توصلت بها السلطات من طرف نقابات وجمعيات السكان؟ ويتساءل آخر عن العقلية التي يفكر بها من يتحملون مسؤولية تسيير أمور المدينة والعمالة،هل هي العقلية الحجرية التي لا تعرف سوى استنبات الأشجار الإسمنتية أم عقلية بناء الإنسان السليم عقلا وجسما وفكرا بتوفير المناطق الخضراء والفضاءات الترفيهية والثقافية وغيرها التي تساهم في تنمية أخلاق الإنسانية لا التي تعمل على نشر ثقافة الريع وسلبياتها؟ ويتدخل آخر متمنيا أن ينتبه المسؤولون إلى وضعية بلديات عمالة انزكان ايت ملول التي هي بحاجة ماسة إلى مناطق وحدائق خضراء تخفف من حدة التلوث وتفتح المجال أمام الساكنة للترويح عن النفس من ضغوطات الحياة القاسية. كما عبر مجموعة من الحاضرين عن احتفاظهم بحقهم للجوء إلى كل الإشكال التعبيرية والنضالية للدفاع عن حقهم في الاحتفاظ بالبقعة منتزها كما كانت في الأصل ،محملين المسؤولية للمسؤولين الذين رخصوا بتشويه الساحة وفتح باب احتلالها من طرف "الفراشة" وما ينتج عن ذلك من إزعاج للساكنة وتلويث للمحيط. أخيرا يبقى السؤال مفتوحا حول مصير الساحة وأي منطق سينتصر،هل منطق الفساد الذي لا يهم أصحابه سوى الربح السريع والترامي على االمناطق الخضراء والساحات العمومية وتحويلها إلى أشجار إسمنتية تدر فواكه الريع دون اعتبار للنتائج الكارثية لأفعالهم على الآخرين.أم منطق الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية للإنسان رأسمال كل الأوطان. الأمل معقود على إن يتدارك المسؤولون الهفوات وان يتحلوا ببعد نظر يحمي ما هو موجود ويعمل على محاربة كل إشكال الترامي على الملك العام واحتلاله واستغلاله لفائدة طفيليات الريع التجاري والاقتصادي. يجدر الذكر بان الساحة تغرق في الظلام ليلا منذ نونبر 2012 ،بعد إزالة أعمدة الإنارة التي كانت بها بهدف تغييرها بأخرى تحمل لمسة فنية ،إلا أنها لم تعد منذ التاريخ المذكور،فمتى ستعود الاعمد لمواصلة مهمتها في إنارة الساحة للتقليص من مخاطر الظلام ومستغليه ؟