تساءل محمد أوريش النائب البرلماني عن فريق العدالة والتنمية عما إذا كانت علاقة السياسة بالأخلاق علاقة تنافر أو تضاد ؟ وهل يمكن ممارسة العمل السياسي بعيدا عن الأخلاق ؟ وفي تحديده لمفهومي الأخلاق والسياسة خلص أوريش الذي كان يتحدث في نشاط تواصلي الذي نظمته شبيبة العدالة والتنمية مساء السبت 23 مارس 2013 بقاعة دار الشباب بأولاد تايمة تحت شعار :" لاسياسة بدون أخلاق " إلى أن الأخلاق في ديننا الإسلامي عبارة عن مبادئ وقواعد منظمة للسلوك الإنساني فيما عرج المحاضر على جملة من التعاريف لمفهوم السياسة الذي يقترن مع مفهوم الإصلاح أكثر من اقترانه بمفهوم السلطة والتحكم مشيرا إلى تعريف العلامة ابن خلدون القائل :" السياسة هي القيام على الشيء بما يصلحه " ، وإلى ذلك أوضح برلماني تارودانت أن السياسة بدون أخلاق هي وباء على المجتمع والدولة والأفراد ، وساق المتحدث نتائج انفصال العمل السياسي عن الأخلاق والتي أجملها في فقدان الثقة في العمل السياسي وفي المؤسسات وتمييع العمل السياسي والحزبي وانتشار الريع بكل أنواعه وتفشي ظاهرة الوصولية وتوسيع دائرة فئة الانتهازيين وذوي المصالح الشخصية ، ويترتب عن ذلك – يقول أوريش - تراجع مؤشرات التنمية وازدياد نسبة الأمية بل وتهديد الأمن والاستقرار العام للبلد . وتطرق الأستاذ بوبكر برزوق في كلمته إلى ظاهرة تدني المستوى الثقافي في المجتمع ، ومن تم – يقول المتحدث- فالسياسة غير المتخلقة تستغل في هذا الفضاء المتدني ثقافيا ، ودعا المحاضر إلى ضرورة الرفع من الوعي السياسي خصوصا لدى فئة الشباب . ومن جانبه أشار عبد الغاني ليمون الكاتب المحلي للحزب بأولاد تايمة في عرضه أن الأخلاق في السياسة تبتدئ من المواطن البسيط حين يتقدم إلى صناديق الاقتراع أو أثناء الحملات الانتخابية حيث يعمد عديمو الأخلاق إلى الكذب والبهتان والافتراء على المنافسين و إلى شراء الضمائر ، وأوضح ليمون أنه إذا سلمنا أن السياسة يجب أن تلازمها الأخلاق في كل ممارسة سياسية فإن هذه الأخيرة تتحكم فيها معادلة ثلاثية ، المصالح والأخلاق والقانون ، ومن تم – يضيف ليمون- على الدولة أن تصدر قوانين تساعد على تحكيم قبضة القانون والانضباط إليه حتى يضيق الخناق على الفساد والمفسدين وجعل السياسة في خدمة المواطن لا في خدمة روادها .