«الفقيه لي نوينا براكتو دخل لجامع ب..».. هو فقيه في الدين وإمام مسجد يقف خلفه العشرات ويخطب فيهم يوم الجمعة واعظا راشدا، فقيه بلحية كثيفة تعبيرا عن “التقوى والإيمان”، لكن لحية مسدولة تخفي خلف كثافتها وحشا آدميا شاذا ومريضا نفسيا، كلفته المؤسسة المعنية بالشؤون الإسلامية بوظيفة إمامة المصلين بدوار الحجر بجماعة تافراوت دائرة إقليمتاونات، يفتي ويخطب، يعظ ويرشد. لكن موازاة بمهمته تلك، كان الفقيه يزاول نشاطا آخر غير نشر القيم الإسلامية، وهو العبث بأجساد الأطفال واغتصاب أحلامهم وبراءة طفولتهم. المتهم، وهو متقاعد حيث كان موظفا بإحدى محاكم الرباط، له سوابق قضائية في جرائم الاغتصاب وهتك العرض قضى على إثرها عقوبة سجنية نافذة بلغت خمس سنوات بين 2006و 2011 ، بعد أن اغتصب في وقت مضى طفلا في ربيعة الثامن، ليجد نفسه بعد ذلك إمام مسجد »ولاد سليمان« بدوار الحجر بتاونات وخطيب جمعة، وهناك سيجد المجال خصبا لنزواته، حيث سيتخذ من طفل ذو السبع سنوات »خليلا وعشيقا»، واستغله جنسيا لمدة فاقت الثمانية أشهر، بعد أن هتك عرضه باحترافية كبيرة، إلى أن فضحه من قبل أب الضحية صدفة. »الأحداث المغربية« التقت الطفل البريء و الأب المكلوم، حيث أفاد الأخير أن ابنته الكبرى حذرته من تبعات ومغبة مرافقة أخيها الصغير لمن هم أكبر منه سنا أثناء اللعب، وعند عودته أدخله إحدى الغرف ونزع سرواله ليصاب بالصدمة من هول ما اكتشف من علامات ممارسة جنسية بادية عليه. وعند مواجهته بالسؤال، اعترف الطفل أن ” الفقيه” هو صاحب الفعلة وأخذ في سرد التفاصيل المأساوية، حيث ذكر أنه كان يغريه بياغورت “دانون” والحلوى ولعب الأطفال، مستدرجا إياه إلى مكان خال تحت شجرة ليقضي وطره منه متأبطا تحت جلبابه “عُدة العمل”، قنينة ماء صغير وقطعة صابون لتسهيل عملية الإيلاج وقماش بعد إنهاء الفعلة، مضيفا أنه كان يقوم بمص لسانه وتقبيل مؤخرته. بعد كل هذه الاعترافات الصادمة توجه الأب مباشرة صوب درك مرنيسة وسجل شكاية في النازلة، لتنتقل بعدها فرقة من عناصرالدرك الملكي إلى دوار الحجر، حيث تم اعتقال الفقيه من داخل المسجد وحجز كمية كبيرة من العلك “المسكة” والحلوى و”دانون” وملابس داخلية نسائية ومبلغ مالي مهم. بعد ذلك توجه الأب رفقة ابنه نحو طبيب سلمه شهادة طبية تثبت أن ابنه تعرض لعملية هتك عرض وممارسات جنسية متتالية فاقت الثمانية أشهر، كما توجه نحو مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بتاونات لتقديم شكايته دونما اكتراث بالموضوع. كما تقدم بشكاية مستعجلة لعامل الإقليم، بحكم أن ابنه القاصر مريض نفسيا وتنتابه حركات لا إرادية بعد الجريمة، ملتمسا تدخله لإيجاد مركز للعلاج النفسي حتى يتجاوز حالته المرضية التي تلت الأفعال الإجرامية التي تعرض لها، ومازال لحد الآن ينتظر. وتجدر الإشارة أن القضية معروضة على أنظار جنايات فاس الغرفة الثالثة، وتم تحديد يوم غد الخميس تاريخا للجلسة الثانية بعد أن تم تقديمه بتاريخ 23/06/2012 . يُذكر أن جمعية “متقليش ولدي” تعتزم الدخول على الخط وتنصيب نفسها طرفا في القضية حتى ينال “الفقيه التقي” ما يستحق من عقاب على ما اقترفت أعضاؤه المختلفة من جرم في حق طفل قاصر مستغلا ثقة الساكنة ورداء الدين.