المكان قاعة المركب الثقافي سعيد اشتوك ببيوكرى ، الزمان الاربعاء صباحا 01/08/2012، من بين أيام القرعة التي انطلقت مند مدة في كافة أرجاء المملكة، والتي شهدت اليوم قيادات اقليم أشتوكة اجراء قرعة اختيار المستفيدين منها ،غصت كراسي القاعة بضيوف من طينة أخرى غير تلك التي تعودت الكراسي على استقبالها، إنهم المرشحون لأداء مناسك الحج للسنة المقبلة 2013 لفائدة ساكنة جماعة وادي الصفاء اقليم اشتوكة ايت باها ، العشرات قدموا منذ الصباح الباكر لحضور قرعة الحج، لكن هذه المرة للقرعة صبغة خاصة لان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، قررت تقديم القرعة سنة قبل موعد الحج، السبب يكمن في توفير الفرصة للحجاج حتى يتم تكوينهم في أحسن الظروف، وحتى يذهبوا إلى الحج وقد تشبعوا بالمعرفة العلمية اللازمة لأداء مناسكه. في انتظار قدوم قائد المنطقة الذي سيترأس أشغال القرعة، جلس الرجال والنساء في أماكنهم وسط حالة من الترقب والانتظار يتبادلون فيما بينهم قصصهم وتجاربهم السابقة مع قرعة الحج، فهذه ليست المرة الأولى التي يشاركون فيها في هذه القرعة، بعضهم لم يحالفه الحظ مرتين وآخرون يشاركون فيها للمرة الرابعة أو الخامسة على التوالي. يقول هؤلاء ومعظمهم تجاوز الخمسين من العمر إن الشوق لزيارة الأماكن المقدسة يدفعهم إلى المحاولة المتكررة، مؤكدين على أن اليأس خارج المعادلة، "الهاشمي صالح" رجل يبلغ من العمر 62 سنة يشارك في القرعة للمرة الخامسة ويأمل أن يحالفه الحظ هذه المرة، وأن لا يعود بخفي حنين، يقول "الهاشمي" أحس برغبة كبيرة في زيارة ذلك المقام، وعندما لا يتحقق مرادي أشعر بالمرارة، ويتابع الجميع في البيت ينتظرني على أحر من الجمر ليعرفوا نتيجة القرعة، بالرغم من ذلك فالهاشمي لم يفكر يوما في الاستسلام، ويؤكد سأستمر في المشاركة في القرعة طالما أنا حي أرزق إلى أن يتم اختياري فيها أو أنتقل إلى جوار ربي. "با فاظمة" تشارك للمرة الثالثة في القرعة، وعلى الرغم ملامح التوتر البادية على محياها إلا أن لسانها لا ينطق إلا بكلمات فيها طمأنينة وإيمان بقضاء الله قدره، إذا قسم الله لي الذهاب إلى الحج فسأذهب، وتضيف" با فاظمة" بأنها بعد كل قرعة حج لا يتم اختيارها فيها تحس بالمرارة والحسرة بالرغم من أنها تحاول إخفاء توترها إلا أن عيناها كانتا تفضحان كل ما يدور في خلدها، الأيام تمر والعمر يمضي معها ولا أدري هل سأكون بكامل صحتي عندما تقع علي القرعة تقول با فاظمة وهي تحاول منع العبرات من الانعتاق من قضبان جفنيها، وتضيف في كل مرة لا يتم فيها اختياري أبكي وأشعر بالمرض يدب في جسدي؛ حتى إني أقضي قرابة أسبوع طريحة الفراش، كل ذلك يحدث تقول" با فاظمة" بسبب رغبتها الجياشة في زيارة الأماكن المقدسة وأداء مناسك الحج وزيارة قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، قصة "با فاظمة "تتكرر لدى معظم الرجال والنساء، وهي تتقاطع في بعض تفاصيلها مع قصة" زاينة "، وهي سيدة في أواخر الخمسينيات، بالرغم من محاولتها أن تبدو ثابتة وقوية إلا أن صوتها المتهدج كان يكشف عن خوف يكتنفها من أن لا تكون ضمن المحظوظين هذه المرة؛ التي تعد الرابعة في حياتها ، أتمنى من الله تعالى أن ييسر هذا الأمر لنا وللمسلمين أجمعين، وتتابع نويت الذهاب إلى الحج منذ أربع سنوات وتتوفر لدي الاستطاعة المادية والصحية، لكني لم أتمكن من ذلك بسبب عدم اختياري في القرعة، تمسح على وجهها وتقول بصوت خافت أنا مشتاقة كثيرا للذهاب إلى الحج إنه حلم حياتي، وتضيف لقد استيقظت قبل أذان الفجر وصليت ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر، ومع اقتراب موعد القرعة تتسارع دقات قلبي حتى إني أشعر بأن الجميع يسمعها، وبالرغم من ذلك فإن عايدة راضية بنتائج القرعة، فهي كما تقول ليس أمامها خيار آخر سوى الصبر والانتظار إلى أن يحين الوقت المقدر لذهابها للحج. بعد انتظار لم يدم طويلا جاء قائد المنطقة وانطلقت أشغال القرعة الخاصة بجماعة وادي الصفاء ، بحضور لجنة تتشكل من ممثل عن الجماعة وممثل عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى جانب بعض الموظفين ، بدأت العملية بكلمة ألقاها السيد القائد قائد الصفاء حيت ذكر طريقة القرعة ، وأن عدد المسجلين في الجماعة إذ بلغ 364 وان 26 الأولون منهم والذين ستا خدهم القرعة هم المرشحون لاذاء مناسك الحج لموسم 2012 ، كما اشار القائد انه سبق ان مر اربعة مباشرة بدون مشاركتهم في القرعة لان القانون يسمح لهم بذلك لكبر السن وهم : 1- الشوط ايجا .2- بيداح عبد الله. 3-كزيزير عائشة .4- بن الطالب الحسن . وضع المنظمون أسماء المسجلين في أظرفة داخل صندوق زجاجي، وبدأت عملية الاختيار، حيث يتجه احد الحضور من وسط القاعة الى المنصة ويحمل كل واحد منهم ظرفا ويعلن اسم الشخص الذي سيشارك في الحج، ثم يتم تسجيله في لائحة خاصة ، ومع إعلان اسم معين تتوجه أنظار الجميع بحثا عن المعني بالأمر ثم تبدأ التصفيقات الحارة والمهنئة من المواطنين الحاضرين، ولكل واحد منهم طريقته في التعبير عن الفرحة، البعض ينهض من مكانه ويبدأ بالتكبير، وبعض النساء يصرخن حمدا لله، تمر لحظات من العناق والتهنئة ثم يعود الجميع الى حالة الترقب.وبعد الإعلان عن 26 مرشحا للحج بدأ المواطنون في الانسحاب فيما بقي آخرون، واستمرت اللجنة في استكمال عملية القرعة حتى استيفاء كل شخص من المسجلين. وقد اسفرت اختيار الحجاج بعد عملية القرعة على ا26 وهم حسب الترتيب : 1- رقية رابوز.2- محمد بسيس .3- محمد امنوز .4-الحسن الدكير .5-الحسين اوخالي .6-احمد الدوش.7-سلطانة بنت المودن .8-محمد يايا .9-طيب الكريزي .10-زينة بن جلون.11-فاظمة الكزيزي .12-عبد الله احمور.13-زينة ايشو 1-.14-سعيد ايشو.15-فاظمة مولي .16-عبد السلام المومن .17- محمد افود.18-امابارك اوحسين .19-محميد شمار.20-فاظمة باكنيش .21-صالح باكنيش .22- طيب موماد.23-حبيبة العمراوي .24- صالح هاشمي.25-علي السرفيتي .26زاينة اغرايسن. وقد عرفت هذه السنة زيادة مهمة في التسجيل بقيادة الصفاء 364 بالمقارنة مع قرعة السنة الماضية والتي عرفت تسجيل 264 حيت تزايد الطلب على الحج بشكل ملفت وأصبح الحج صعب المنال لان الحصة التي حددتها المملكة العربية السعودية للمغرب، وهي نسبة ألف حاج لكل مليون مواطن ولهذا تم اللجوء الى القرعة لتضمن الإنصاف والنزاهة في الاختيار، وليس هناك طريقة أفضل وأسلم لتحقيق العدالة من إجراء القرعة بين المترشحين، لأنها تضمن الحياد، وتزيل الأحقاد، وتفوض الحسم في الأمر للمشيئة الإلهية.