: " نرفض أساسا فكرة المباراة الإقليمية لأننا نعرف نتيجتها ولن نقبل بالحوارات المجانية " ماهي حصيلة البرنامج الاحتجاجي الأخير لتجمع حاملي الشهادات المعطلين بالإقليم ؟ في البداية نتوجه إليكم بالشكر على إجراء هذا الحوار ، الذي نعتبره قد أتى في أوانه لتوضيح موقفنا من مجموعة من المغالطات حول قضية التشغيل بإقليم اشتوكة أيت باها ، خصوصا بعد ما نشرت جريدة " اشتوكة بريس " للخبر المرتبط باعتزام السلطات تنظيم مباراة إقليمية يوم 27 من يوليوز الجاري ، وهو المقترح الذي نرفضه ، على اعتبار أننا ومنذ خروجنا يوم 20 فبراير كنا نناضل من أجل التوظيف الفوري والمباشر في الوظيفة العمومية ، حيث قمنا بمجموعة من المحطات النضالية ، كانت من أبرزها الوقفة الاحتجاجية ليوم 15 مارس والمواكبة لحوارنا مع السلطات ، والتي تفاجئنا خلالها ، كما تفاجأ الرأي العام المغربي ، بالبلاغ المشؤوم ل " الحكومة الفاشية " التي لا تعبر عن رغبات الشعب ، كما تم تنظيم مسيرة يوم 30 مارس التي برهن فيها شباب تجمع حاملي الشهادات المعطلين بالإقليم على أنه إطار سلمي يناضل بطريقة حضارية ، غير أن السلطات نهجت سياسة لصم الآذان اتجاه المعطلين ، ولا توصل صوت المعطل للسلطات المركزية ، وحينما اقتنع مناضلوا التجمع بأن حوار يوم 15 مارس هو آخر حوار فقد أقدموا على محاولة لإحراق الذات التي أحبطها رجال الوقاية المدنية يوم 22 أبريل ، تزامنا مع الحفل المنظم بالعمالة لتكريم بعض قدماء المقاومين ، بحضور المندوب السامي للمقاومين وأعضاء جيش التحرير ، كما شكل الاعتصام الذي بدأناه يوم 7 ماي أحد أهم الأشكال النضالية للتجمع ، حيث استمر لما يقارب الأسبوع لتعرض علينا السلطة الإقليمية الحوار ، وبالفعل فقد استجبنا لدعوة الحوار قصد إيجاد حل لمعضلة البطالة في الإقليم ، وخلاله تم إخبارنا بوجود مناصب شغل شاغرة مشروطة فقط بمدى توفر المناصب المالية والتأشير عليها من لدن الوزارة المختصة ، غير أننا تفاجئنا بتماطل السلطات الإقليمية في تفعيل المناصب المعنية ، وهو ما حدا بنا إلى العودة لتنظيم الاعتصام الذي تخللته مجموعة من الأشكال النوعية من بينها سد الطريق العام وإحراق البطائق الانتخابية للمعطلين باعتبار أن الدستور لا يحمي الحقوق الاجتماعية للمغاربة ، فئة كبيرة منهم مجازين ، ولم تحاول السلطات المركزية على الأقل البحث عن حل لهذه الفئة . خلال الحوار تم إعلامنا بأنه يمكن أن نتابع سير ملفاتنا لكن السلطات الإقليمية فاجأتنا بموقفها بعدم الاكتراث واعتبار أنه لا يهمهما إقدام المعطلين على الانتحار أو إحراق الذات وهي الرسالة التي فهمنا معناها في التجمع بكون ممثلي الدولة في الإقليم لايهمهم أمر المجازين في شيء ، وبالتالي قام مناضلوا التجمع بتوجيه طلب إلى وزير العدل تحت إشراف عامل الإقليم لإسقاط الجنسية وهو مارفض العامل تسلمه بدعوى عدم الاختصاص ، وبالمقابل قال بأنه سيعمل لأجل تسوية ملف البطالة في الإقليم لكننا تفاجئنا بالخبر المنشور في " اشتوكة بريس " المتعلق بالمباراة الإقليمية ، وهم يعرفون أن لا التجمع ولا فرع الجمعية الوطنية ولا رابطة قدماء المعطلين يرفضون أساسا فكرة المباراة لأننا نعرف نتيجة المباراة ، حيث يوجد لوبي للفساد والانتخابات والعائلات المتنفذة في الإقليم بأبنائهم وأذنابهم وهو من سيستفيد من هذه المباراة ، فمنذ إحداث عمالة الإقليم في سنة 1994 يتم توظيف أبناء المتنفذين سواء على صعيد الجماعات ولا على مستوى العمالة . كيف استقبلتم ، في التجمع ، خلاصات جلسة الحوار الأخير مع السلطة الإقليمية؟ خلال هذه الجلسة كانت السلطات تحاول أساسا القيام بإجراءات بناء الثقة ، وكان التجمع تعرض لعملية رشق بالحجارة من طرف عناصر محسوبة على الدرك الملكي تقيم في عمارة مقابلة لعمالة اشتوكة أيت باها ، إضافة لتحرشات بعض رجال الأمن اتجاه مالكي المقاهي التي يجلس فيها مناضلي التجمع بطريقة نعتبرها شططا في استعمال السلطة . وقد كرر عامل الإقليم في الحوار وعوده بتسوية ملف المعطلين فإذا بنا نفاجأ بهذا الخبر عن الإعلان على المباراة ، ولا نعتبرها حلا لأنه لا يمكن أن نضمن شفافية هذه المباراة ، خصوصا وأنه قد استعانت الدولة المغربية على مستوى الإقليم خلال حملة الاستفتاء برموز للوبي الفساد والانتخابات . هل ستواصلون التصعيد في أشكالكم الاحتجاجية خلال الأيام القادمة بعد نتائج الحوار الأخير ؟ كما تعلمون ، فالتجمع سطر برنامجا نضاليا تصعيديا ، حيث يقوم التجمع بأشكال احتجاجية غير مسبوقة ، سواء على مستوى المسيرات أو إسقاط الجنسية وإحراق بطاقة التصويت ، فهناك أشكال جديدة نتوعد بها السلطات ، وبشكل مفاجئ . في حال ما أصرت السلطات الإقليمية على إجراء المباراة الإقليمية والإعلان عن نتائجها وفق الشكليات القانونية الجاري بها العمل، كيف سيكون موقفكم في التجمع ؟ نعتبر أن المباراة قد حسم في نتائجها مسبقا ، وسنطعن في تلك المباراة في شرعيتها وفي نتائجها ، في حال ما تبين أن أبناء العائلات المتنفذة ولوبي الفساد هم من استفادوا ، لكن في حال ما تم العكس فإنها يمكن أن تكون خطوة ايجابية على مستوى الإقليم ، حتى ولو لم يستفيدوا منها مناضلوا التجمع ، حيث لن يتم الطعن فيها في حال ما توفرت خلالها شروط المنافسة الشريفة والشفافية . وسنستمر في خطواتنا النضالية للمطالبة بالإدماج الفوري والمباشر . بالنسبة للاقتراحات المرتبطة بمنح أكشاك لفائدة المعطلين وامتيازات خاصة ، هل ستقبلون بها ؟ نعتبرها حلولا نصفية لتأجيل الأزمة، وليست حلولا للبطالة، التي تحتاج للتوظيف، والأكشاك هي مجرد محاولة لسد الرمق. أنتم تعتبرون أن هنالك مناصب شاغرة في عدد من الإدارات والمصالح العمومية بالإقليم، على ماذا اعتمدتم في ضبطها ؟ لقد قمنا بإحصاء هذه المناصب ، ثمة مؤسسات كالقباضة والبريد والمكتب الوطني للكهرباء والماء وباشوية بيوكرى ، وعلى مستوى الجماعات المحلية وبورصة البواكر ، ومجموعة من المرافق الحيوية تعيش خصاصا مهولا في الموارد البشرية ، ورغم ذلك فعامل الإقليم لا يرغب في إيجاد حل للملف وبالتالي فمصالح المواطنين تتعطل . نحن نؤمن بالحوار ، لكنه إذا كان سيظل مجانيا فلن نقبل به ، نريد حوارا جادا ومسؤولا .