اعلنت قناة الجزيرة مقتل علي حسن الجابر رئيس قسم التصوير في القناة على اثر كمين تعرض له فريق القناة في منطقة الهواري جنوب غرب مدينة بنغازي، كما اعلنت أصابة مراسلها ناصر الهدار بجروح جراء إطلاق النار الكثيف عليهم. وقال مراسل الجزيرة في بنغازي بيبه ولد امهادي إنه كان إلى جوار الفقيد الدي وصفته الجزيرة بالشهيد , مشيرا إلى أن الجابر أصيب بثلاث رصاصات أودت بحياته, حيث فشلت جهود إسعافه. بدوره قال المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر إن الجزيرة لن تسكت على هذه الجريمة وستلاحق مرتكبيها قانونيا وجنائيا. وانه تم اغتياله نتيجة حملة تحريض غير مسبوقة من جانب النظام الليبي على الجزيرة والعاملين فيه،كما قدم خنفر العزاء لعائلتة ولزملائه ولكافة مشاهدي الجزيرة. علي الجابر, قطري الجنسية وهو من مواليد عام 1955, وحاصل على بكالوريوس وماجستير في التصوير السينمائي بأكاديمية الفنون في القاهرة. عمل مديرا لمكتب سي أن بي سي العربية بالدوحة, ومشرفا للجنة الأولمبية الأهلية من 2002 إلى 2005. وكان رئيس قسم التصوير في تلفزيون قطر لأكثر من عشرين عاما. ******* كانت آخر ما التقطتها عدسة رئيس قسم التصوير بقناة الجزيرة الزميل الشهيد علي حسن الجابر صور ضريح شيخ شهداء ليبيا عمر المختار في بلدة سلوق جنوب غرب بنغازي وانطباعات أهالي تلك المنطقة، قبل أن تغتاله رصاصات الغدر وتصيب الزميل المراسل ناصر الهدار بجروح في كمين مسلح تعرض له فريق الجزيرة أثناء رحلة العودة من هذه المهمة إلى بنغازي مساء السبت 12 مارس/ آذار 2011. منذ صبيحة ذلك اليوم بدأ الجابر –الذي نذر نفسه لنقل الحقيقة بكاميرته- كالعادة نقل الصور من بنغازي للمتظاهرين المحتشدين بساحة الشهداء أو ميدان التحرير كما يحلو لأهالي المدينة تسميته منذ انطلاقة ثورة 17 فبراير، لتنقل عدسته تارة أخرى مقابلات مباشرة للجزيرة لمحللين ونشطاء سياسيين وثوار. وكان من ضمن ما رصدته كاميرا الجابر ظهيرة السبت صلاة الجنازة على أحد قتلى الثوار نقل جثمانه من ساحة المعركة في مدينة راس لانوف وفق ما روى مراسل الجزيرة بيبة ولد امهادي. وفي تمام الساعة الرابعة من مساء السبت بتوقيت ليبيا (الخامسة مساء بتوقيت مكةالمكرمة) أنهى الجابر (56 عاما) آخر مقابلة من المكان المطل على ساحة الشهداء في بنغازي. توجه بعد ذلك في مهمة مع فريق الجزيرة لتغطية مسيرات بلدة سلوق على بعد 40 كلم جنوب غرب بنغازي تؤيد الثورة وتنفي أنباء بثها الإعلام الليبي الرسمي من أن هذه المنطقة سترفع العلم الأخضر الموالي للعقيد معمر القذافي بدل علم الاستقلال الذي يرفعه الثوار. وبعد انتهاء تصوير المسيرات ومقابلة أهالي المنطقة وقف فريق الجزيرة على ضريح عمر المختار، حيث التقطت عدسة الجابر آخر الصور المعبرة. وقد ركب الفريق المكون من أربعة أفراد المصور الجابر والمراسلين ولد امهادي والهدار إضافة إلى السائق ركبوا السيارة عائدين إلى بنغازي بعد إنجاز المهمة، وقد شك الفريق في طريق العودة أنه ملاحق من سيارة غريبة طاردتهم حتى منطقة الهواري على بعد 20 كلم من بنغازي. وكان الجابر إلى جانب ولد امهادي في المقاعد الخلفية للسيارة، في حين جلس الهدار في المقعد الأمامي إلى جانب السائق الذي شاهد عبر المرآة العاكسة وجود شخصين ملثمين في سيارة خلفه.اغتيال مدير التصوير في قناة الجزيره علي الجابر,اغتيال مصور الجزيره,احداث ليبيا 13/3/2011 اغتيال مدير التصوير في قناة الجزيره علي الجابر,اغتيال مصور الجزيره,احداث ليبيا 13/3/2011 آلاف الليبيين في بنغازي صلوا الجنازة على الشهيد (الجزيرة) رصاص الغدر ومع اقتراب المطاردين اغتنم الجناة الفرصة وأمطروا سيارة الجزيرة بشكل مفاجئ بوابل من الرصاص من الخلف أصابت ثلاثة منها جسد الجابر وأصابت إحداها قلبه بشكل مباشر، في حين أصابت الرابعة طرف رأس الهدار من جهة الأذن واخترقت الزجاج الأمامي للسيارة، كما تم إعطاب الإطار الخلفي لجهة يمين السيارة. عقب ذلك تراجعت سيارة المهاجمين وبقيت سيارة الجزيرة تسير على ثلاثة إطارات إلى أن وصلت إلى أقرب نقطة تابعة للثوار، وخلال هذه المدة كان ولد امهادي منشغلا بالزميل الهدار الذي كان أمامه ينزف دما من رأسه، ولم يسمع من الجابر سوى نطق الشهادتين "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" رغم أن ولد امهادي حاول التحدث مرارا معه قائلا "هل أصبت؟". وبعد وصول سيارة الجزيرة إلى نقطة للثوار نقل الفريق إلى سيارة أخرى، كما نقل الجابر إلى مستشفى الهواري حيث حاول الأطباء جاهدين إنعاش قلبه دون جدوى ليعلنوا بعد نصف ساعة وفاته. وفور سماع النبأ توافد الآلاف من سكان بنغازي إلى ساحة الشهداء بحلول منتصف الليل وأدوا صلاة الجنازة على فقيد الجزيرة والإعلام، كما أطلق الثوار الرصاص تحية للشهيد، ليتحول الشهيد الجابر من ناقل للصورة إلى الخبر والصورة بنفسه في ختام حياة مهنية مليئة بالعطاء. قتل الجابر بمهمته الأخيرة شهيدا للحقيقة على بعد كيلومترات قليلة من بلدة سلوق المكان الذي أعدم فيه المحتل الإيطالي شيخ الشهداء المختار فجر 16 سبتمبر/ أيلول 1931، فحاز شرف نقل الحقيقة ونال شرف الشهادة بالميدان.