أمرت لجنة الصحة الوطنية الصينية، اليوم الثلاثاء، بإجراء “تحقيق فوري” في الحادثة الخاصة بادعاء ولادة رضيعتين يقال إنهما خضعتا للتعديل الوراثي، والتي أثارت ضجة دولية وخاصة في صفوف العلماء المتخصصين. وقالت اللجنة في بيان على موقعها الالكتروني، أوردته وكالة أبناء الصينالجديدة “شينخوا”، إنه “يجب على سلطات الصحة في قوانغدونغ التعامل مع القضية وفقا للقانون واللوائح القائمة على مبدأ المسؤولية عن صحة الشعب وعن العلم”. وشددت لجنة الصحة الوطنية على أنه يتعين “إعلان النتائج للجمهور خلال وقت مناسب”. وكان باحث صيني في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ، يدعى خه جيان كوي، أعلن أول أمس، أن أول طفلتين “معدلتين وراثيا” في العالم “ولدتا” في وقت سابق هذا الشهر، حيث “أزيل منهما جين يسمى (سي سي آر 5) لمنحهما مقاومة ضد أية عدوى مستقبلية بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز)” بحسب ادعائه. ولا يوجد أي تأكيد من جهة مستقلة لصحة ما قام به، كما أنه لم يتم نشره في دورية علمية محكمة بحيث يمكن لخبراء وعلماء آخرين الحكم على صحتها أو دقتها. وذكرت تقارير صحيفة أن باحثين من جميع أنحاء العالم وصفوا هذه التجربة بأنها “غير مسؤولة”، حيث يشكك العديد منهم في الآثار المعنوية والأخلاقية الضارة لها. ونقلت عن الدكتورة كاثي نياكان، من معهد فرانسيس كريك في لندن، قولها “إذا كان هذا صحيحا فإن التقرير مثير للقلق. سيكون هذا استخداما غير مسؤول وغير أخلاقي وخطير للغاية فيما يتعلق بتكنولوجيا تحرير الجينوم”. وأضافت أنه “بالنظر إلى الشكوك الكبيرة المتعلقة بالسلامة، بما في ذلك احتمال حدوث آثار جانبية ضارة غير مقصودة، فمن السابق لأوانه محاولة القيام بذلك”. ويعد تحرير وتعديل الجينات الوراثية تجربة محظورة في بريطانيا والولايات المتحدة وفي أجزاء أخرى كثيرة من العالم، وذلك لأن تأثيراته طويلة الأمد على الصحة العقلية والجسدية غير مفهومة بشكل جيد، إلى حد كبير. ودعا بعض العلماء إلى إدخال معاهدة دولية حول أبحاث الأجنة، لوقف التجارب المماثلة في المستقبل، وفق التقارير الإعلامية.