حديث اللحظة قصة حصولي على تاريخ ازديادي المضحكات المبكيات ما أعرفه عن تاريخ ازديادي هو أنني من مواليد القرن العشرين. ،أمّا اليوم والشهر والسنة فذلك عند علاّم الغيوب ، مناسبة هذا الكلام ما توصلت به من تهاني من طرف أصدقاء رائعين لأنهم ذكّروني بان عيد ميلادي يصادف هذا اليوم، 16شتنبر56 وهو تاريخ فايسبوكي كتبته حين طلبت مني إدارة الفايس ذلك. واخترت تاريخ الدخول المدرسي لما تربطني به من علاقة حميمية لأنني أشتاق للمدرسة والعمل. حكايتي مع تاريخ ازديادي كلّها طرافة وسخرية منذ ان وعيت الحياة، تغيّر تاريخ ازديادي عدّة مرّات في حياتي، بسبب غياب ثقافة التأريخ في زمننا البئيس في الماديات والغني في الأحاسيس والعواطف الجميلة، أول تغيير كان في المدرسة لأن آباءنا رحمهم الله لم يكن لديهم كنّاش الحالة المدنية، ولهذا كان مدير المدرسة يقدّر أعمار الأطفال، والتغيير الثاني حصل حين حصلنا على الحالة المدنية فكان موظف الحالة المدنية هو من يقدّر عمر الأبناء، وهو من سجّل تاريخ السنة فقط باجتهاده الخاص فنقص من عمري ثلاث سنوات، والتغيير الثالث حصل حين أردت السفر للخارج، طُلِبَ منّي أن أضيف تاريخ اليوم والشهر للحصول على الفيزا، وكانت أسوأ ذكرى عندي عن المحكمة بشفشاون لأنني عشت ظلما قاسيا ، سجّلت دعوى ضدّي ب50درهما ، هكذا يقول القانون ، وحين تمّ حصولي على إضافة اليوم والشهر، ذهبت للمقاطعة لتسجيل ذلك في كناش الحالة المدنية،اكتشف ضابط الحالة المدنية أن اسمي أصبح الصباحي وليس المصباحي، فرفض لأنني أصبحت احمل لقبا آخر لا علاقة له بالمصباحي، وطلب منّي الرجوع للمحكمة، ذهبت لتصحيح الخطأ فطُلِبَ منّي ان أرفع دعوى قضائية ضد نفسي لتغيير اللقب ، وحين رفضت ذلك لأن المحكمة هي من أخطأت ومن واجبها تصحيح الخطأ ، هدّدني سعادة القاضي وكاد ان يأمر بسجني في أقبية المحكمة،تدخّل صديق لي ونصحني بتقديم دعوى أخرى لإرجاع لقبي حتى لا أفقد هوّيتي، وهكذا فعلت مرغما ،من حسنات هذا الحدث أنني كتبت رواية مستوحاة ممّا وقع لي بمحكمتنا الموقرة سترى النور قريبا إن شاء الله عنوانها "جحا المغربي " وهكذا تكون النِقم نِعما احيانا على أصحابها. فلاشيء يُكتب من فراغ، الكتابة فعل يخرج من رحم المعاناة، فمادامت هذه المآسي في حياتنا ، فلنكتب تاريخنا بصدق وافتخار لأن ما يصنع لذة الحياة هو صدق مشاعرنا الحزينة.