بغض النظر عن صدقية الرسالة المنسوبة لناصر الزفزافي فقد أدهشتني ردود فعل البعض . لعلهم كانوا ينتظرون من الزفزافي ونشطاء الحراك أن ينوبوا عن ما عجز عنه بعض الذين حلموا بثورة لم تتحقق حتى في المنام ويتوقعوا أن ينوب نشطاء الحراك عن بعض مناضلي مقاهي خمسة نجوم وراء شاشات هواتفهم الذكية ؟! هل كانوا يرون في حراك الريف طليعة الثورة و مقدمة زحف سيسقط المخزن وينهي دولته ؟ رجاءا رجاءا رجاءا ، لا تحملوا حراك الريف ما لا يستطيعه . فناصر الزفزافي ورفاقه - عجل الله باطلاق سراحه وسراح رفاقه المسجونين في البيضاء والحسيمة - كانوا في تقديري في مستوى انتظارات حراك الريف وانتظارات العديد من المغاربة و أنا مؤيد لكل ما قاموا به لحد الساعة لأني من المنتمين لمدرسة تؤمن بالتراكم لتحقيق الحقوق واقرار المطالب . قلت هذا الكلام في حق حراك عشرين فبراير ونشطائه . قلت أنهم قد حققوا ما استطاعوه بامكانياتهم وتضحياتهم ( دستور جديد بالرغم من كل الملاحظات حوله + انتخابات حرة ونزيهة نسبية ) . لكن النخب السياسية الضحلة والرديئة فوتت الفرصة لدفع المغرب نحو الأمام أي نحو انجاز الإنتقال إلى الديمقراطية ، في وقت استهبل الفاسدون الفرصة وحاولوا الالتفاف على مكتسبات عشرين فبراير مستغلين تقصير النخب السياسية بل توطؤها معهم لإيقاف مسلسل الانتقال إلى الديمقراطية . اليوم جاء حراك الريف المجيد ليقول للمتلاعبين بالقرار السياسي المنقلبين على انجاز الانتقال الديمقراطي ببلادنا : لن تمر أفعالكم المشينة من دون مقاومة ، جاء حراك الريف ليفضح الكذب والفساد ، جاء هذا الحراك المجيد ليعيد ضبط بوصلة السياسة على تحقيق الانتقال الحقيقي إلى الديمقراطية وجاء ليعيد توصيات هيئة الانصاف والمصالحة للواجهة ، جاء ليطالب بفتح أوراش حقيقية لتنمية بشرية فعلية ، جاء ليؤكد أن لا مناص من تحقيق مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدا أو جهة .