سجل حقوقيون بارتياح كبير معطى جديد يتعلق بالمساحات المزروعة بالكيف ، بحيث لاحظوا أن المسافات المزروعة بالنبتة المحظورة المدمرة للصحة ، تراجعت بهكتارات كبيرة مقارنة بالأعوام المنصرمة ، إذ أنه قد سجلت نفس الهيئة و معها صحافيون من المنطقة الغمارية ، في السنوات الأخيرة الانتشار الواسع غير المسبوق للمساحات المرزوعة بهذه النبتة بغمارة عموما و بدائرة بواحمد على وجه الخصوص . و قد عبر فضلا عن الهيئة الحقوقية ، كثير من الفاعلين و المواطنين عن ارتياحهم الكبير اتجاه التقلص الواضح في المساحات المزروعة ، خاصة و أن المنطقة دائرة بواحمد تشهد حالات اجتماعية تدعو للقلق و تزايد حالات الانتحار و ارتفاع أعداد المتعاطين لتدخين الحشيش و المدمنين عليها ، كما تعرف فقرا مدقعا يسود غالبية الأسر و العائلات في ظل زراعة هذه النبتة التي فقرت المزارعين و زادت من تعقيد وضعيتهم الاجتماعية بدلا من تحسينها حسب ما يتخيله البعض. و يرجع البعض تراجع زراعة القنب الهندي " التقليدي" إلى إغراق مناطق بعينها ببذور نبتة أخرة تسمة "تريكيتا" ، إلا أن هذا الاعتبار لا يقف كسبب أساسي لتراجع الكيف ، حيث الراجح أن الساكنة سئمت من حالة كساد الكيف في بيوتها لمد طويلة دون مساومتها من طرف المشتري ، مما يزيد من هبوط ثمنها ، فتصبح عبئا ثقيلا ، قانونيا و معيشيا . لكن و في السياق ذاته لم تقف الهيئة الحقوقية المذكورة و كذا المهتمين بالشأن العام المحلي على الأسباب الرئيسية التي تقف وراء تراجع زراعة الكيف في المنطقة ، و ذهب بعضهم إلى أن المستوى المادي المتدني للمزارعين برهن على ألا طائل و لا فائدة من زراعة هذه النبتة ، و منهم من اعتبر الدافع هو محاولة كسر الحصار المضروب على ساكنة المنطقة المتهمة دوما و المتابعة على خلفية مزاولتها لزراعة هذه النبتة ، و منهم من امتنع عن زراعتها كرد فعل ضد " البزنازة" المتاجرين في مردودها الحشيش لأنهم أي البزنازة لم يعودوا يقبضون المال مقابل الحشيش بل أصبحوا يقايضون البضاعة "الغمارية الحشيش" بالمخدرات المدمرة المسمومة الواردة من أمريكا اللآتينية كالقرقوبي و الهيرويين و الكوكايين ، و التي تدخل التراب المغربي عبر شواطئ معروفة مقابل الحشيش ، و بالتالي لا يستفيد الفلاح المزارع مما يستحقه من مال .