يعتبر المركز الإقليمي للرعاية الاجتماعية بإمزورن، الذي أحدث في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلية نشيطة لتقديم الدعم الاجتماعي للفئات الهشة والأشخاص الذين يوجدون في وضعية صعبة، خاصة المختلين عقليا والمشردين والأشخاص بدون مأوى. ويروم المركز، الذي أحدث في إطار برنامج محاربة الهشاشة لسنة 2009، تقديم الرعاية الاجتماعية للأشخاص المختلين عقليا وبدون مأوى من خلال توفير خدمات الإيواء والإطعام والخدمات الطبية. ويدخل هذا المركز في صميم مجالات تدخل برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة التي تشمل بالخصوص تحسين العرض الحالي لمراكز الاستقبال وتقديم خدمات الإيواء والتكفل والاستماع والدعم النفسي والتوجيه، وتحسين جودة تدبير وتأطير مراكز الاستقبال كصيانة المباني والتجهيزات. ويستهدف البرنامج 11 فئة ذات أولوية من الأشخاص الذين يوجدون في وضعية هشة، ويتعلق الأمر بكل من المسنين بدون مأوى والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة دون موارد، والمختلين عقليا، والمتسولين والمتشردين، والمرضى المصابين بالقصور الكلي والمرضى المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة، والنساء في وضعية هشاشة قصوى، والسجناء السابقين بدون موارد، والمدمنين بدون موارد، والأطفال المتخلى عنهم، وأطفال الشوارع بدون مأوى. ويستفيد من خدمات هذا المركز، الذي جرى افتتاحه في يوليوز من سنة 2009 وكلف إنجازه غلافا ماليا إجماليا يناهز 10 ملايين درهم بشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بالحسيمة وجماعة إمزورن، ما يناهز 72 مستفيدا ومستفيدة. وتؤكد مديرة المركز، فرح الغلبوني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المنشأة الاجتماعية التي تناهز طاقتها الاستيعابية 72 سريرا تعنى بالمختلين عقليا والأشخاص الذين يوجدون في وضعية صعبة وتقدم لهم الرعاية الاجتماعية والصحية اللازمة. وأضافت الغلبوني أن خدمات المركز لا تقتصر فقط على استقبال الأشخاص الذين يوجدون في وضعية صعبة والتكفل بهم، بل تمتد لتشمل محاولة إدماجهم في المجتمع، مشيرة إلى أن بعض الحالات الوافدة على المركز تحسن وضعها الصحي والنفسي وتعافت بشكل تام وتمكنت من الاندماج في المجتمع وممارسة العديد من الأنشطة الهامة. وأبرزت المتحدثة أن الوضعية الاستثنائية التي تمر منها المملكة بسبب جائحة كورونا جعلت القائمين على المركز والأطر التابعة له تبذل جهودا مضاعفة لضمان احترام التدابير الوقائية المعمول بها والحفاظ على السلامة الصحية للنزلاء، لاسيما من خلال ارتداء الكمامات الواقية باستمرار وتوفير المعقمات واحترام التباعد الجسدي، وإحداث مراكز استثنائية تابعة للمركز لاستقبال النزلاء الجدد وتفادي احتكاكهم بالنزلاء الدائمين بالمركز، وتخصيص قاعة للعزل للحالات المشكوك في إصابتها بفيروس كورونا المستجد. وتبدو الأجواء بالمركز مفعمة بالكثير من الحميمية والود بين النزلاء والمشرفين على المركز والمؤطرين والمؤطرات ال 19 عشر التابعين له حيث يبذل الجميع قصارى جهده للاضطلاع بالمهام الموكولة إليه، وتتوطد يوما بعد يوم علاقات الاحترام والود بين الجميع. في هذا السياق، يقول جواد الكموني، رئيس جمعية المنارة للأعمال الاجتماعية بإمزورن المكلفة بتسيير المركز، أن هذه المنشأة تساهم منذ افتتاحها سنة 2009 في تقديم خدمات جليلة وهامة للنزلاء المستفيدين الذين يوجدون في وضعية هشاشة ويحتاجون للكثير من الدعم والالتفاتة. وتابع الكموني أن خدمات المركز الذي يضم جناحا إداريا وآخر للاستشارات الطبية ومراقد للنوم ومطبخا وقاعة للأكل ومرافق صحية لا تقتصر على استقبال والتكفل بالأشخاص المتشردين والذين يوجدون في وضعية صعبة بل تمتد إلى تنظيم، بين الفينة والأخرى، عدد من الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية لفائدتهم بغية التخفيف من معاناتهم ومحاولة إدماجهم في المجتمع. وفي شهادة تجسد أجواء الألفة والود التي تعم المؤسسة، عبر عبد الحكيم بونعناع، أحد النزلاء، بتأثر بالغ عن إشادته الكبيرة بالخدمات الجليلة المقدمة لفائدة النزلاء والنزيلات، معربا عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتنويهه بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تقدم الدعم والمساندة للفئات الهشة. والأكيد أن وضعية الآلاف من الأشخاص بإقليم الحسيمة تحسنت على مدار السنوات الماضية بفضل الخدمات الجليلة المقدمة لهم في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، الذي استفاد من خدماته خلال سنتي 2019 و2020 لوحدهما ما يربو عن 15 ألف و782 شخصا، واستفاد من تمويلاته نحو 40 مشروعا بإقليم الحسيمة. ويروم البرنامج تعزيز وتحصين مكتسبات المرحلتين الأولى والثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال توسيع الفئات المستهدفة من 8 إلى 11 فئة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة ونشر الممارسات الجيدة من خلال، على الخصوص، مساعدة وتوفير خدمات الرعاية والمواكبة ذات الجودة لفائدة الأشخاص في وضعية هشاشة ودعم الفاعلين والجمعيات العاملة في ميدان محاربة الهشاشة ودعم الأنشطة المنجزة لفائدة الأشخاص في وضعية هشاشة.