بعدما سمعنا مرارا عن التقدم الحاصل في انجاز المستشفى الجامعي بمدينة طنجة، وأن افتتاحه سيكون خلال الشهر الموالي، فانه من غير المقبول الانتظار أكثر خاصة أن الوضع الاستثنائي للمدينة يستوجب ان يسرع من وثيرة الاشغال اكثر من اي وقت مضى حتى تتمكن المدينة من مصارعة وباء كورونا ببنيات صحية مؤهلة ومتطورة. فالمستشفى الجامعي بطنجة بعدما انطلقت الاشغال به في سنة 2015، ورصدت له ميزانية اجمالية تصل الى مليارين و300 ألف درهما، من المنتظر أن تصل طاقته الاستيعابية الى ما يقارب 800 سرير، كما من المتوقع أن يتوفر على العديد من التجهيزات والمعدات الطبية الحديثة، وان يقدم العديد من الخدمات الصحية ، بحيث سيكون من المؤسسات الاستشفائية الرائدة بالمغرب. وطبعا ساكنة المدينة لا تفهم سبب التأخر في افتتاح هذا المركز الاستشفائي، بعدما كان مبرمجا تدشينه في نهاية سنة 2019؟ خصوصا وانها سمعت قبيل نهاية سنة 2018، بتعيين المدير العام للمستشفى الجامعي بطنجة من طرف السيد وزير الصحة السابق أناس الدكالي ، كما سبق لها ان استبشرت باعلان السيد وزير الصحة الحالي خالد آيت الطالب، عن انتهاء الاشغال بالمستشفى قبل متم السنة الجارية، وأن الظرفية الوبائية المتعلقة بكوفيد 19 التي تعرفها المدينة، جعلت وزارته تقوم بتسريع وتيرة الأشغال وتوفير المعدات الطبية، من أجل فتح خدمات هذا المستشفى الجامعي أمام المواطنين. لكن مع الاسف، فالواقع عكس ذلك ، وما تعيشه المدينة هذه الايام من ارتفاع في الحالات المسجلة ايجابيا بالفيروس، جعل السلطات الولائية تتجه الى مؤسسة جامعية اخرى بدل المستشفى وهي مؤسسة الحي الجامعي ، من اجل تهيئتها لتستقبل الحالات المصابة بفيروس كوفيد 19، وهو ما ستكون له تداعيات سلبية في جانب آخر يتعلق بالطلبة وأولها حرمانهم من الاستفادة من السكن، خصوصا وأنهم مقبلون في الاسابيع القادمة على اجتياز الامتحانات المبرمجة في بداية شهر شتنبر 2020 .. الشيء الذي يدفعنا الى التساؤل، هل التوجه الى استغلال الحي الجامعي أخذ بعين الاعتبار مصلحة الطلبة المقبلين على الامتحانات في بداية الشهر المقبل؟ وهل استحضر أصحاب الفكرة موقع الحي الجامعي المتواجد بين كلية العلوم والتقنيات وكلية الاقتصاد والقانون والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، والذي يستقطب عددا هائلا من الطلبة المقيمين بالحي وغير المقيمين؟ وهل توقعوا انه لا محالة سيتم تسجيل اصابات في صفوف الطلبة ومستخدمي الحي ؟ وانه اذا ما تم استخدام الحي لاستقبال مرضى كورونا سيعرضون بكل تأكيد كذلك الاطر البيداغوجية والادارية لهذه المؤسسات الجامعية من دكاترة ومهندسين لخطر الاصابة ! وعلى الجانب الآخر، نجد أن جمعية الأطباء المقيمين بمدينة طنجة، طالبت بالإسراع في افتتاح المستشفى الجامعي بالمدينة في أقرب الآجال، بعدما بات ذلك في نظرها ضرورة ملحة، وبالتأكيد لن يختلف اثنان على ضرورة التسريع باستكمال أشغال المستشفى الجامعي لطنجة بما سيشكله من بنية استقبال جيدة، كما أن عموم الساكنة لن تكون الا مع المزيد من الدعم الصحي للمدينة وتعبئة الموراد اللازمة لتوسيع العرض الصحي من أجل التخفيف من الضغط الموجود على مستشفى محمد السادس. ومن باب الانصاف، فانه لابد من التنويه بالتجاوب الذي حصل من قبل وزارة الصحة بخصوص فتح معهد باستور بالاضافة الى تخصيص مراكز صحية اخرى من اجل القيام باجراء التحاليل الخاصة بالكشف عن فيروس كوفيد 19، مما مكن من الرفع من عدد هذه التحاليل وتقليص مدة التوصل بنتائجها والقيام بما يلزم بعد ظهورها، كما يجب التنويه بتخصيص مصحة الضمان الاجتماعي مؤخرا للحالات المستعصية من مرضى الكوفيد 19 تحت اشراف أطباء من الطب العسكري. ولكن بالمقابل، من غير المقبول التوجه الى الحي الجامعي الذي يجب أن يبقى مخصصا للغرض الذي أنشئ له، من اجل ضمان الظروف الجيدة لمرور امتحانات التعليم العالي، والمحافظة على سلامة الطلبة والاساتذة، خصوصا ان العديد منهم ينحدرون من من مدن وقرى داخل الجهة وخارجها، وبالتالي تفادي تصدير الفيروس بعد انتهاء الامتحانات في حالة عدم استئناف الدروس حضوريا خلال بداية الموسم المقبل. وأخيرا، لا بد من التأكيد أن مطلب ساكنة طنجة الآني هو الفتح الفوري للمستشفى الجامعي بكامل تجهيزاته وموارده البشرية، او على الاقل استغلال أجزاء من فضاءاته وتهييئها لاستقبال الحالات المصابة بهذا الوباء اللعين، مع توفير الأجواء المثلى لاشتغال الاطباء والممرضين والعمل على علاج مرضى كوفيد 19 في أحسن الظروف، والقطع النهائي مع تجريب حلول مؤقتة هنا أو هناك !!