انعقد اليوم الأربعاء بمقر ولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة اجتماع لتدارس الوضعية الحالية والآفاق المستقبلية لقطاع الماء الصالح للشرب على صعيد الجهة. وتم خلال الاجتماع، الذي ترأسه والي الجهة، محمد مهيدية، والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، عبد الرحيم الحافظي، بحضور عمال عمالات وأقاليم الجهة ورؤساء المجالس الإقليمية، تدارس الوضعية المرتقبة لحقيقة السدود ومشاريع تعزيز تزويد المدن والمراكز السكانية بالماء الصالح للشرب. في كلمة خلال افتتاح الاجتماع، ذكر مهيدية بالأهمية التي يحظى بها قطاع الكهرباء والماء الصالح للشرب والعناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس، لهذا القطاع، مبرزا انعكاسه المباشر على الحياة اليومية للساكنة ومساهمته في الارتقاء بتنافسية الاقتصاد الوطني وجلب الاستثمار. وأشار إلى أن الاجتماع يتطرق إلى المشاريع المنجزة خلال السنوات الأخيرة وبرنامج عمل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على صعيد الجهة خلال الفترة بين 2020 و2023، وتدارس العراقيل التي تعترض بعض المشاريع وبلورة تدابير عملية لتجاوزها. من جانبه، اعتبر الحافظي أن هذا الاجتماع يتميز بانعقاده في مرحلة “دقيقة” تتميز بتسجيل عجز في مخزون الماء بالسدود تقدر بحوالي ناقص 16 في المائة وطنيا وناقص 6,7 في المائة بالجهة، مع توقع أن تسجل المنظومات المائية لطنجة وتارجيست ووزان عجزا خلال صيف 2020، داعيا إلى “بلورة حلول مستدامة عوض انتظار تهاطل الأمطار”. بخصوص المنظومة المائية بطنجة، أشار إلى أن المشكل لا يتعلق بالتجهيزات، بل بحجم موارد المياه المتاحة والتحكم فيها، موضحا أن العجز المسجل بسدي 9 أبريل وابن بطوطة أعلى من المعدل الجهوي حيث يبلغ معدل ملء السدين على التوالي 26 في المائة (ناقص 15 في المائة) و25,5 في المائة (ناقص 60 في المائة). واقترح بعض الحلول التي تتطلب تضافر جهود كافة الأطراف المعنية، من وزارات ومجالس منتخبة، لتوفير التمويل اللازم لتقوية تزويد مدينة طنجة انطلاقا من سد 9 أبريل وتعبئة الجوانب الميتة من سدي 9 أبريل و ابن بطوطة، وهو ما قد يوفر 30 مليون متر مكعب، مضيفا في السياق ذاته أن الحلول المستدامة لهذه الإشكالية تتمحور حول تعزيز تزويد هذه المنظومة انطلاقا من سدي دار خروفة والخروب بإقليمالعرائش. أما بخصوص منظومة المياه بتارجيست والتي تعتمد على حقينة سد جموعة الذي يسجل نسبة ملء لا تتجاوز 17 في المائة، فقد اقترح المسؤول ربط هذه المنظومة مع منظومة الحسيمة التي تعززت بمحطة تحلية مياه البحر وقرب الشروع في استغلال سد غيس. بينما على صعيد إقليموزان، فقد أشار الحافظي إلى أن الانتهاء من مشاريع تقوية تزويد وزان بغلاف مالي يصل إلى 70 مليون درهم لمد 10 كلم من القنوات وبناء 3 محطات ضخ وتأهيل المحطة الحالية وبناء خزان بسعة 3 آلاف متر مكعب سيمكن من تجاوز مشكل الانقطاعات المتكررة للمياه خلال أوقات الذروة. وعلى العموم، فقد أكد الحافظي أن المنجزات المحققة في مشاريع كهربة وتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب على صعيد الجهة “تدعو للافتخار”، موضحا أن معدل الكهربة يناهز 99,97 في المائة ومعدل الولوج إلى الماء يفوق 97 في المائة، 42 في المائة من بينه يتعلق بالربط الفردي. وقد حضر هذا الاجتماع عدد من رؤساء المصالح الخارجية المعنية والمديرين المركزيين بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وممثلين عن وكالة الحوض المائي اللكوس ووكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال.