عا البيان الختامي الصادر عن الندوة الدولية حول التربية الدامجة، اليوم الخميس بتطوان، إلى ضرورة اعتماد خطط واستراتيجيات وطنية واضحة لأجرأة منظومة التربية الدامجة، وذلك عبر جعل المدرسة فضاء يسع الجميع وأرضية للتربية على التنوع والاختلاف واحترام مسارات التعليم ومجانيته بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أوصى المشاركون في البيان الختامي، الذي حمل اسم “بيان تطورات من أجل التربية الدامجة”، بتطوير المناهج التربوية وتكوين الموارد البشرية المتخصصة في مجال مهن التربية الدامجة وتطوير الأنظمة المهنية الخاصة بها، وخلق مراكز مرجعية وداعمة للمؤسسات التعليمية العمومية المستقبلة للأشخاص ذوي الإعاقة. وأكد البيان الختامي للندوة، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على متابعة الجهود لإرساء منظومة التربية الدامجة من خلال التعريف بهذه المنظومة وبأسسها وتمكين الفاعلين المعنيين من تملكها، والحسم سياسيا في خيار اعتماد مقاربة التربية الدامجة، وكذا تحويل المراكز المتخصصة وأقسام الدمج لمراكز مرجعية لدعم مسار التحول نحو التربية الدامجة، إلى جانب تعزيز التأطير القانوني للحق في الدمج التربوي الشامل. وأشارت التوصيات إلى أهمية ترصيد التجارب الناجحة وتقاسمها وتشجيع الأبحاث العلمية وذلك من خلال خلق قاعدة معطيات خاصة بالتجارب الناجحة في مجال التربية الدامجة وتقاسمها بكل الصيغ المتاحة، والانفتاح على الجامعات ومراكز البحث العلمي من خلال الدراسات العلمية والأبحاث العملياتية. كما دعا المشاركون أيضا إلى دعم وتشجيع العمل المشترك بين كل الأطراف المعنية وذلك من خلال تحديد وتوزيع الأدوار والمسؤوليات بين القطاعات المعنية، وتنويع آليات وإطارات التنسيق على المستوى المركزي والمجالي، وخلق شبكات محلية داعمة، والانفتاح على المؤسسات الوطنية للحكامة وحقوق الإنسان، خاصة الآلية الوطنية لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمجلس الأعلى للتربية والتعليم، وكذا دعم تجربة فرق العمل الجهوية لإنجاحها وتعميمها. كما ألح المشاركون على العمل على توظيف التعاون الدولي للنهوض بالتربية الدامجة وذلك بالاشتغال مع الوكالات الأممية والإقليمية المتخصصة، والانفتاح على المؤسسات المانحة، وتشجيع تأسيس الشبكات الإقليمية والدولية حول موضوع التربية الدامجة، واعتبار الجهات المشاركة في هذه الندوة نواة أولى لإطلاق شبكة عمل (شمال – جنوب / جنوب – جنوب). وثمن البيان الختامي للندوة الجهود الوطنية العمومية والمدنية المبذولة من طرف كل الأطراف المعنية في اتجاه اعتماد وأجرأة منظومة التربية الدامجة، وأهمية المدخل الحقوقي في إرساء منظومة التربية الدامجة مع استحضار كل مسارات التعلم من التدخل المبكر ابتداء من التعليم إلى التعليم الجامعي، مع استحضار التكوين والإدماج المهني. وشارك في هذه الندوة، التي نظمتها جمعية حنان لرعاية الأطفال المعاقين بتطوان على مدى يومين بمناسبة الذكرى الخمسينية لتأسيسها، العشرات من الخبراء والمتخصصين في قضايا الإعاقة من كل من المغرب وفرنسا والبرتغال والمكسيك ومصر وإسبانيا والنيجر وبوركينافاسو والطوغو ومالي والسينغال وغينيا بيساو.