أصبحت الخيانة الزوجية مرض اجتماعي خطير ينخر حياة الرجال و النساء على حد سواء، و اصبح يتكاثر بشكل ملحوظ عند الرجال واعني هؤلاء الرجال الذين يقيمون علاقات خفية و عابرة مع فتيات لقضاء وقت او لتلبية احدى رغباته، بينما الزوجة قابعة في المنزل تنتظر رجوعه الى العمل ، بل الادهى ان هناك حالات كثيرة و كثيرة جدا هذه الايام تكون الزوجة فيها على علم بعلاقات الزوج لكنها تصمت عن ذلك لأسباب اجتماعية او عائلية. للأسف لقد اصبح مجتمعنا المغربي و العربي على حد سواء، يقبل الحرام بدل الحلال و يقبل بالخيانة بالرغم من ان دينه اباح له التعدد إن كان عادلا وقادرا. ومن هنا يتبادر الى ذهني العديد من الاسئلة التي غالبا ما احاول جاهدة ان اجد لها إيجابيات مقنعة لنفسي او لما يدور من حولي : -لماذا تقبل المرأة العربية ان يمارس زوجها الخيانة ولا تقبل التعدد ؟ -لماذا تقبل على نفسها الخزي و العار ولا تقبل ان تعيش معززة مكرمة ؟ -هل المرأة الان برفضها التعدد هي افضل من زوجات خير خلق الله رسولنا الكريم ؟ – لماذا تخرج المرأة ايضا لتخون زوجها ؟ هل تجد في ذلك نفعا وحلاوة اكثر من حلاوة الحلال؟ اسئلة كثيرة تتبادر الى ذهني لعلني اجد لها اجابة قد يوافقني عليها قلة من الناس ، و لن توافقني عليها الجمعيات النسوية التي اصبحت تبيع الوهم للنساء بدل الدفاع عن حقوقهم ، فانا شخصيا ارى ان تعدد الزوجات الذي اقره الدين الاسلامي حل سحري للعديد من مشكلات المجتمع العربي الحالي لما فيه الخيانة و الزنا ، خاصة لفئة من الرجال فقط وليس الكل . ارى علامات الاستفهام و التعجب على وجوه القارئ و لأزيل تلك العلامة على الوجوه اشرح بالقول اني اعني ان هناك في مجتمعنا العديد من السياسيين و اصحاب النفوذ و رجال الاعمال الذين يملكون مالا يعد ولا يحصى من الاموال و المنازل و الخيرات لكنهم يملكون زوجة واحدة فقط ، و بذلك يتخذون من الخيانة فرصة للعب و الاستهزاء ببنات الفقراء ربما بوعد او لتلبية حاجاتهم المادية ، و بذلك يساهمون في نشر الدعارة بين المجتمع و خلق الخلل في المنظومة العائلية . وهنا سأطلق العنان لهذياني و اتساءل اليس من العدل ان يخرج مشروع قانون او تشريع يمنع عن هؤلاء الاكتفاء بزوجة واحدة فقط و يحتم عليهم تعدد الازواج فلربما يجعلهم يساهمون في حل مشكل العنوسة في المجتمع . اقول هذا من باب درء الفضيحة و اصلاح المجتمع بدل من نشر الفساد و الخيانة و الحرام، و يأتي تخميني هذا بعدما اصبحنا نقرا و نسمع في الاعلام كل يوم عن فضيحة جنسية لمسؤول او سياسي او لرجل اعمال ، وما يزيد الغيض هو انه غالبا ما يحدث ذلك على مرأى ومسمع الزوجة التي تعلم بالخيانة لكنها تفضل الصمت او التكتم . عندما يأتي الاسلام بأمر الا وفيه حكمة و خير للبشرية ولا يمكن ان يكون ضارا ابدا بل لا يمكن ان يفكر الواحد منا حتى في مناقشة الامر كون التشريع سماويا وليس بيد البشر ، لكننا للأسف الشديد اصبحنا نقبل في مجتمعنا بتعدد العلاقات غير الشرعية الحرام و نرفض تعدد الزواج الحلال، وبالتالي انتشرت تلك الثقافة المريضة المستوردة من الغرب التي تعتبر الزواج ضربا من الخيانة و اصبحت تكفر ما هو قانوني و تحرم ما هو حلال . هكذا اصبحت الخيانة الحقيقية بإقامات علاقات غير شرعية خارج نطاق الزواج تتفاقم بشكل متنام، بل اصبحت شيئا عاديا في بعض الاحيان و في بعض الاوساط المجتمعية ، فعلا اصبح البشر يخاف الناس ولا يخشى الله . هذا وقد ساهمت وسائل الاعلام المختلفة في نشر فكرة ان التعدد خيانة و سخرت من النص القرآني في بعض الاحيان بذريعة الدفاع عن حقوق الانسان و حقوق المرأة ، و من جهة اخرى زينت الافلام و المسلسلات الساقطة فاحشة الخيانة و خاصة المصرية منها التي طالما سخر اعلامه من المغرب واصفا اياه بلد السحر و الدعارة و لم يعي انه كان اول بلد ادخل الفساد في المجتمعات العربية بأفلامه و مسلسلاته ، وما هذا الا قطرة في غيث بالمكتبة الشاملة من الامثلة. تكلمت عن خيانة الرجل لكن يدي ثقيلة عن الحديث عن خيانة الزوجة ربما لأنني سأكون هذه المرة عكس التيار و سأكون قاسية عليها ، لكن عقلي لا يستوعب ان تخون المرأة زوجها ، فانا لا اجد لها مبرر فمهما فكرت في الامر فالأم مدرسة ، الام عماد المجتمع ، الام سند العائلة و مربية الاجيال و قد كرمها الله بمكانة عظيمة و جعل الجنة تحت اقدامها . اذا تأملنا الموضوع جيدا سنجد ان سبب الخيانة هو ذلك الحوار الغائب بين الزوجين و قلة المعاشرة في علاقتهما الحميمية ، فيصبحان كالبهائم يمارسان للتناسل فقط ، او لمجرد اداء الواجب الزوجي لا غير دون وساطة الاحساس بالمشاعر الجميلة كونهم يعتبرونها من بدع الغرب في حين ان الاسلام حلل لهم ذلك و قد امرنا النبي صلى الله عليه و سلم الا نأتي النساء كالبهائم و قال ** اجعلوا بينكم و بينهم رسولا ، قالوا : وما الرسول ، قال : القبلة **. هذا الهدي النبوي يعلمنا ان العلاقة الزوجية يجب ان تكون منظمة و قائمة على المودة و الهدوء و التمهيد للجماع ، و من عجائب هذا الهدي النبوي ان القبلة قبل الجماع ليست لمجرد المتعة ، بل لها فوائد لا تحصى ومن بينها لم الشمل و تشديد اواصر العلاق . اذن بعدم اتباعنا لأوامر النبي تصبح العلاقة الزوجية مليئة بالفراغ و الملل و الضجر و الكراهية، و يصبح الرجل في نظر المرأة سلة الاكل ومورد الحياة، و تصبح المرأة في نظر الرجل مربية الاولاد، و هكذا يظهر عدم التمكن من البوح بالمشاعر و يخرج الرجل للبحث عن شهوته خارج اطار الزوجية و قد تخرج المرأة ايضا تبحث عن سراب اللذة المفقودة ، ظنا منهم انهم يحافظون على الاسرة في حين انهم يساهمون في نشر الفساد و الدعارة و اخراج جيل يحمل في داخله كل انواع الشر و العنف و الظلم . اتمنى ان يعي المجتمع العربي بمبادئ دينه الحنيف لأنه لو طبقه حرفيا لأصبح الكل يعيش في هناء و نعيم ، بل ما استغرب له هو ان هذه الظاهرة اصبحت تتفاقم ايضا بين المتدينين اذ ساهمت وسائل الاعلام الاجتماعي مؤخرا من فضح تصرفاتهم . واختم مقالي هذا بالقول انه في حين تسقط المجتمعات الغربية اقصى و اشد العقوبات على مرتكبي الخيانة الزوجية ، فإننا على العكس من ذلك بالرغم من المنع و التحريم في قوانينا و ديننا لا نحرك ساكنا ونقف مكتوفي الايدي ولا حول ولا قوة الا بالله .