عاشت أسرة أياما من الجحيم وهم يراقبون طفلتهم الصغيرة البالغة من العمر 6 سنوات تضيع أمامهم بعد تدهور حالتها الصحية بشكل تراجيدي منذ إدخالها لمصحة النخيل الخاصة بتطوان، حيث ظلت لأربعة أيام موصولة ب”السيروم” دون التمكن من علاجها أو تشخيص صحيح لحالتها. والد الطفلة، بعد أن أخبر في اليوم الرابع أن ابنته تعاني من وجود حصوات في الصفراء (المرارة)، اعتراه الشك في سلوك المشرفين على علاج ابنته والمهتمين فقط بفحص الفاتورة وتضخيمها، حيث قرر نقلها إلى مصحة أخرى بالرباط على وجه السرعة، ليفاجأ مباشرة بعد أول فحص تم إجراؤه لها بالمصحة الثانية بالعاصمة، أنها تعاني التهابا حادا بالزائدة الدودية، حيث سارع بإدخالها قاعة الجراحة لإزالتها، إذ كانت قاب قوسين أو أدنى من الانفجار وهلاك الطفلة. وفي اتصال لشمال بوست بوالد الطفلة، أكد أن شكه في كفاءة وجودة التطبيب بالمصحة انطلقت منذ اليوم الأول لإدخال ابنته لها ليلة الأحد الماضي، حيث فوجأ بوجود أوراش إصلاح وبناء تنجز فوق رؤوس المرضى، قبل أن تتدخل السلطة المحلية وتقوم بإيقاف تلك الأشغال وتحرر محضرا بالمخالفة، وتأكدت شكوكه مع استمرار مكوث ابنته في السرير وهي تعاني آلام الزائدة الدودية، دون أن يفلح الأطباء في تشخيص حالتها، وبعد اربعة أيام أنجزوا لها فحصا بالصدى، وحرروا شهادة تفيد أن الطفلة تعاني من وجود حصوات في الصفراء (المرارة)، سيما أن الطفلة كانت تتقيأ باستمرار وتظهر عليها بوادر الإصابة بتسمم أو شيء له علاقة بالبطن التي كانت تؤلمها كلما لمسها والدها أو والدتها بها. يضيف والد الطفلة، مباشرة بعد قراره نقل ابنته على وجه السرعة إلى مصحة أخرى بالرباط بعد تدهور حالتها بشكل خطير مساء الأربعاء، فوجأ برفض إدارة مصحة النخيل منحه تقريرا حول الوضعية الصحية لابنته ومختلف العلاجات والأدوية التي تلقتها، حتى يتسنى له تقديمها إلى أطباء المصحة التي ستنقل لها ابنته، الشيء الذي اضطره إلأى انتداب مفوض قضائي حضر إلى المصحة، مما أجبر الإدارة على تسليمه شهادة باسم المصحة وليس الأطباء الذين أشرفوا على تتبع الطفلة المريضة. الطفلة المريضة ومباشرة بعد فحصها عندما وصلت إلى مصحة بالرباط، اكتشف الطبيب المعالج أنها تعاني أعراض الزائدة الدودية، حيث أظهر التشخيص بالأشعة أن بها ثقوبا وأن حالة الطفلة حرجة ووصلت إلى مراحل متقدمة من الخطورة، ليدخلها على وجه الاستعجال لاجراء عملية جراحية لاستئصالها، وما زالت بالمصحة تعالج من تداعيات انتشار ما أفرزته الزائدة الدودية ببطنها. وكادت الطفلة ضحية مصحة النخيل، تلقى حتفها لو استمرت ساعات قليلة بتطوان، حيث يظهر الإهمال وضعف التشخيص واللامبالاة بشكل واضح في هذه الحالة خاصة أن الزائدة الدودية مرض يمكن تشخيصه بشكل بسيط ومن اللحظة الأولى ولايحتاج لوضع الطفلة لمدة 4 أيام في السرير وملئها ب”السيروم”. أسرة الطفلة الضحية عازمة على متابعة المصحة إلى أبعد الحدود، خاصة بعد تجميعها كل الأدلة والقرائن التي تثبت صحة ما حدث، وبعد اتصال عدد من ضحايا مصحة النخيل ودخول جمعيات حقوقية على خط مساندة ضحايا شجع واستهتار المصحة بحق المواطنين في الحياة والعلاج الجيد خاصة أنهم يدفعون مقابلا ماليا لذلك.