أبدى المعتقلون من قادة ما يعرف بحراك الريف بمدينة الحسيمة شمال المغرب استعدادهم للحوار وجاء في بيان صدر اليوم الاثنين عن أعضاء في "المبادرة المدنية لحراك الريف" زاروا النشطاء المعتقلين بالدار البيضاء مؤخرا أن "الوفد التقى لأكثر من ثلاث ساعات بمجموعتين من المعتقلين على خلفية الحركة الاحتجاجية المطلبية بالحسيمة والريف عموما". وأضاف البيان أنه تبين للوفد "استعداد الجميع وبدون استثناء للانخراط في أي حوار جدي من شأنه الحفاظ على المصلحة العامة للبلاد وتوفير مخرج إيجابي للملف". وذكر البيان أن المعتقلين يطالبون ب"إعادة بناء الثقة وإبداء حسن النية من طرف الفاعلين المعنيين والأساسيين، بدءا بالإفراج التدريجي عن المعتقلين، ووقف التضييق على الحريات وإيقاف المتابعات والتخفيف من كثافة الوجود الأمني الذي ينعكس سلبا على الفضاء العام وعلى تنقلات الساكنة". واقترحت المبادرة المدنية لحراك الريف -وهي لجنة غير حكومية- صيغة مشتركة للتتبع والمصاحبة والتواصل بخصوص المشاريع التنموية المبرمجة في المنطقة. وأوضح بيان المبادرة أن "كل المعتقلين يتمتعون بمعنويات عالية وحالة صحية جيدة" وأنهم "أكدوا مجددا على تشبثهم بمشروعية الطابع الاحتجاجي والمطلبي لحركتهم، وتشبثهم برفض كل التهم الموجهة إليهم وكل محاولات الركوب على القضية وإخراجها عن سياقها المطلبي". ودعت المبادرة المشار إليها السلطات العمومية لإعمال "روح العقل والمسؤولية والتعبير عن حسن النية في التفاعل مع هذه المعطيات" والعمل على "الاستجابة للمطالب المشروعة للساكنة والإفراج التدريجي عن المعتقلين". وقد تجاوز عدد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات بمدينة الحسيمة أكثر من 250 شخصا، بينهم عشرات حكم عليهم ابتدائيا. يذكر أنه منذ أكتوبر الماضي تشهد الحسيمة (شمال المغرب) ومدن وقرى أخرى في منطقة الريف احتجاجات مستمرة للمطالبة ب"التنمية ورفع التهميش ومحاربة الفساد". وتفجّر حراك الريف في الحسيمة وبلدة أمزورن إثر مقتل بائع السمك محسن فكري في شاحنة لضغط النفايات بالحسيمة، عندما حاول استعادة كمية من السمك صادرتها الشرطة المحلية منه.