صورتك لا تفارق مخيلتي وانت تغردين بصوتك الجميل كالحمامة… مازلت اتذكر حين أمسكت بيدك ،لاهرب بك امام اعيني و اطمئن على سلامتك ، قبل التفكير بالفرار من الضرب والمطاردات والاعتقالات بالناضور ذات يوم…… وفي زحمة المواجهة، و المسيرة الفريدة التي نجحت باعجوبة ،سحبت يدك التي ضغطت عليها بقوة ،ووقفت تضحكين بهستيرية مثيرة مرددة: -هههه….ا وردة عماص مازريخشم تزرذ …ههههه ثوسايد غريبة…هههه ويتاكذشي خاي اثسانيو…..(لم اراك يوما تسرعين جريا ،انه امر غريب…لا تقلقي علي عزيزتي…)… مازلت اتذكر حين طلبت مني تشجيعك لغناء اغنيتك الجديدة (اجظيظ) استعدادا بمقر "الشبيبة والرياضة"، للاحتفال بحرية جلول…. وحين كنا معا بتفلت…وكم تألمنا وضحكنا سويا…. وحين شاركنا تدوين شعارات، استعدادا للمسيرة التاريخية النسائية بتاريخ 8 مارس…. وكم شاركنا أشكالا عدة منذ البداية….وكم صبغنا لوحات ولافتات، استعدادا لاربعينية طحن الشهيد" محسن فكري"…. وكم..وكم…..وكم من ذكريات نضالية تاريخية لا تنسى ، ولا يستطيعون قمعها أو محوها حتى وإن استعملوا التيار الكهربائي لفقدان الذاكرة…. وردة العجوري عصفورتي…. لا تحزني على قيد جناحيك بالقفص ، فإن حياتنا قد تكبلت ونحن خارج القضبان ، تلك هي الكارثة الكبرى ، حين يعيش الشعب برمته بلا حرية ولا كرامة ولا عدالة….. حبيبتي… كوني قوية صمودة كما عهدتك ، فإنني لم أقوى ولم اصبر على فراقك… لم احس بطعم الحياة….ولم أنام في فراشي منذ اعتقالك والإخوان الأبرياء بالحسيمة وعكاشة…..ولن أفعل إلى حين إطلاق سراحكم… لا تيأسي يا بلبلتي….. فقد دخلت والمعتقلين الأحرار التاريخ من بابه الواسع….. لو كان بيدي تغيير الرهائن ، لفضلت أن أكون بدلا منك يا قرة عيني.. مازالت الشعارات بصوتك الرنان الحنين يرن في أذني، خصوصا الليلة الأخيرة التي كنا فيها سويا بسيدي عابيد ، اراقب عفويتك … شجاعتك… وانت تقفين فوق المنصة الصغيرة المتواضعة….. لم أكن أظن ابدا انه سيكون آخر وداع بيننا…. الحرية لسليمة الزياني…. الحرية لعصفورتي التي كانت كبش فداء ، واعتقالها كان رسالة للنساء من أجل تخويفهن وترهيبهن…. الحرية لجميع المعتقلين السياسيين ، الذين كان ذنبهم الوحيد هو المطالبة بالعيش الكريم….. (12 يوليوز 2017)