في سابقة هي الاولى من نوعها، اجتازت قوات عسكرية مغربية (قوات مساعدة) الحدود الفاصلة بين إقليم الناضور ومليلية المحتلة للعمل على طرد مهاجرين أفارقة أرادوا التسرب الى هذه المدينة، وهذا يحدث لأول مرة خاصة وأن المغرب رفض طيلة 22 سنة قبول المهاجرين الذين يتسربون الى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. ونشرت إذاعة كادينا سير أمس الاثنين 31 مارس 2014، وهي الاذاعة الأكثر استماعا وتأثيرا في اسبانيا شريط فيديو في موقعها الرقمي يبرز دخول قوات عسكرية مغربية يوم الجمعة الماضية الى الأراضي الفاصلة بين الأسوار السلكية وهي التي أقيمت في الأراضي التي تحتلها اسبانيا، وقامت هذه القوات لاحقا بطرد المهاجرين نحو التراب المغربي المحرر. ولم يسبق للقوات المغربية أن دخلت الى هذه المنطقة منذ إقامة الأسوار السلكية للفصل بين سبتة ومليلية وباقي الأراضي المغربية لمواجهة ظاهرة الهجرة السرية، ولكن هذه المرة دخلت القوات العسكرية المغربية، وفق شريط فيديو كادينا سير، ووفق الجمعيات الحقوقية الى هذه المدينةالمحتلة. ونشرت جمعية "برودين" بيانا تحتج فيه على دخول القوات المغربية وتعتبر أن القانون يمنع دخولها كما يمنع إعادة المهاجرين الأفارقة في حالة اجتيازهم السور السلكي الأول لأن الأمر يتطلب الاستماع الى المهاجرين وتحديد هويتهم والتحقق ممن يمتلك صفة لاجئ. فيما طالب مرصد الشمال لحقوق الإنسان إلغاء اتفاقية تنقل الأشخاص والعبور وإعادة قبول الأجانب الذين دخلوا بصفة غير قانونية الموقعة بين المغرب واسبانيا، وذلك على خلفية اقرار اسبانيا بدخول أفراد من القوات المساعدة المغربية الى داخل مليلية، حسب بيان توصلت "شمال بوست" بنسخة منه ومن شأن هذا التطور أن يسبب في تداعيات سياسية وقانونية، وقد سبق للقضاء الإسباني فتح تحقيق الشهر الماضي ضد مندوب الحكومة في مليلية المحتلة بسبب طرد أفراد من الحرس المدني لمهاجرين أفارقة من هذه المدينة نحو المغرب. ويبقى المثير في هذا التطور هو الأسباب التي دفعت المغرب الى قبول مثل هذا العمل بعد امتناع طال لمدة فاقت 22 سنة، إذ رفض المغرب دائما ومنذ سنة 1992، تاريخ توقيع اتفاقية مع مدريد حول الهجرة في قبول المهاجرين الأفارقة من سبتة ومليلية. ولم تقدم الحكومة المغربية توضيحا في هذا الشأن وستلتزم الصمت لأن هذا لا يدخل ضمن اختصاصاتها. ويتزامن هذا التطور مع قرار المغرب بناء خندق مع مليلية.