أشاد العديد من ورواد موقع التواصل الاجتماعي بقرار السلطة المحلية بتطوان تحرير الملك العام المتمثل في شارع محمد الخامس من الباعة الجائلين والتنفيس على المواطنين خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان التي تكثر فيها عمليات التسوق والتضبع للاحتفال بعيد الفطر. وكان العديد من الباعة الجائلين قد نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر باشوية تطوان، مطالبين بالعودة مجددا لاحتلال الملك العام بشارع محمد الخامس، دون الأخذ بالاعتبار للضرر الكبير الذي يلحقونه بالمواطنين وبالسير العام بقلب المدينة وأحد أهم شوارعها الرئيسية. واستنكر العديد من المتتبعين للطريقة التي يطالب فيها الباعة الجائلين بما يعتبرونه "حقوقهم"، خاصة وأن السلطات المحلية والمنتخبة سبقت وأن عالجت ملفهم ببناء العديد من الأسواق ومنحهم محلات داخلها، أثبتت تلك التجربة فشلها نظرا لكون العديد من الباعة يعملون على بيع تلك المحلات والعودة مجددا لاحتلال الملك حتى أصبحت مدينة تطوان سوق مفتوح على الهواء الطلق. وشكلت ظاهرة الباعة الجائلين ملاذا خصبا لبعض الجماعات المتطرفة والسلفية الوهابية التي فرخت عناصرها بشكل مثير للارتياب، وأصبح بعض عناصرها مؤطرين دائمين للباعة الجائلين ومزودين رئيسيين لهم بالمنتوجات والألبسة وكل أنواع المستلزمات المنزلية وملابس النساء الداخلية وكل ما يخطر على بال المرء. كما طرحت ظاهرة الباعة الجائلين ظهور ما يسمى ب " قضاء الشارع " حيث تحول العديد منهم إلى دعاة بالشارع العام يستنكرون على المواطنين عدم الالتزام باللباس الشرعي حسب ما يدعون على غرار " اللباس الأفغاني " سواء تعلق الأمر بالنساء أو الرجال. ومازال المواطنون يطالبون السلطات المحلية بالتدخل لفك الحصار عن الشوارع الرئيسية بتطوان ومن بينها شارع الجزائر المحادي لسور المدينة العتيقة المصنفة كتراث عالمي، حيث لم يعد يترآى منه سوى طرفه العلوي بعد أن غطت الدكاكين المتنقلة للباعة الجائلين على معظمه. وكانت السلطات المحلية على مستوى ولاية تطوان، سواء المدينة والمناطق المجاورة لها من مرتيل للمضيق حتى الفنيدق، قد نهجت خطة أسواق القرب، وعمدت لبناء مجموعة من الأسواق اليومية بأحياء مختلفة، مخصصة لبيع الخضر والفواكه في الغالب، وسيتم توزيعها على الباعة الجائلين وفق مسطرة خاصة يجري العمل حاليا على ضبطها.