أقدمت قوات الأمن بطنجة على تعنيف أساتذة الغد صباح اليوم الثلاثاء، عندما كانوا يعتزمون تنظيم وقفة إحتجاجية بساحة "فارو (سور المعكازين)" وسط مدينة البوغاز موازاة مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة. هروات الأمن، لم تسلم منها الأستاذات المتدربات بالمركز الجهوي للتربية والتكوين بطنجة، اللواتي قررن مرافقة زملائهن في محطة احتجاجية جديدة، تدخل ضمن البرنامج النضالي الرابع المسطر من طرف التنسيقية الوطنية للأساتذة الغد، حيث قررت الخروج إلى الشارع بشكل تزامني يوم عيد المرأة. أستاذات الغد إلى جانب زملائهن من الأساتذة، وجدوا أنفسهم وسط طوق أمني، مصر على منعهم من الاحتجاج، إذ سرعان ما تحول إلى تدخل عنيف خلف عدة إصابات في صفوف المحتجين، ضمنهن ثلاث أستاذات وصفت إصابتهن بالبليغة، نقلن على إثرها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس لتلقي الإسعافات اللازمة. فرغم القمع عمل المحتجون على رفع شعارات قوية تستنكر الشعارات الزائفة المرفوعة من طرف الدولة تتغنى بالكرامة و المساواة، كما رفعت شعارات مناوئة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ووزيره في التعليم رشيد بلمختار، ونددوا أيضا بالتدخل الأمني المستمر في حقهم خلال الاحتجاجات التي ينظمونها بشكل أسبوعي. المحتجون الذين أبانوا عن تضامن كبير مع زميلاتهم الأستاذات، أعلنوا عن تمسكهم بأشكالهم الاحتجاجية، مهددين بخطوات أكثر تصعيدا، حتى إسقاط المرسومين الحكوميين، القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف والتقليص من الغلاف المالي المخصص لمنح الأساتذة. بالمقابل أكد الأساتذة المتدربون على كون أن "القمع الأمني" لن يثنيهم عن مطالبهم المتمثلة في الحق في التوظيف بعد استيفاء فترة التكوين. وكان الأمن بطنجة قام بتعنيف الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي للتربية والتكوين بطنجة بنفس المكان أي سور معكازين مساء أول أمس الأحد 6 مارس من الشهر الجاري. تجدر الإشارة إلى كون أن الأساتذة المتدربين في مختلف مناطق المغرب، قد دخلوا منذ 23 أكتوبر الماضي في احتجاجات من أجل إلغاء المرسومين الوزاريين المذكورين، حيث يقاطعون الدروس النظرية والتطبيقية منذ ذلك التاريخ، فيما لا زالت وزارة التربية تلتزم الصمت إزاء هذه الاحتجاجات، رغم كل المساعي التي تنهجها فعاليات المجتمع المدني من أجل إيجاد حل منطقي يلائم الطرفين.