عقد رئيس الجماعة الحضرية لتطوان " محمد إدعمار " مساء اليوم الإثنين 15 فبراير 2016 لقاءا مع أعضاء جمعية " أمل لدعم مرضى الإدمان على المخدرات " وذلك لتباحث سبل دعم الجماعة الحضرية لمبادرة الجمعية التي تعتبر الأولى والوحيدة من نوعها بتطوان التي تهتم بظاهرة الإدمان، في سبيل التصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تنخر جسم المجتمع على صعيد إقليمتطوان، وهو اللقاء الذي حضره كل من النائب الثالث للرئيس " عبد الواحد اسريحن " ورئيس لجنة المرافق العمومية والخدمات " عمر بن تحايكت ". رئيس حضرية تطوان " محمد إدعمار " وفي مستهل حديثه في بداية هذا اللقاء نوه بمبادرة الجمعية التي اعتبرها نوعية كونها تعنى بالتصدي لأخطر الظواهر التي يعيشها مجتمعنا الحالي والمتمثلة في التصدي للإدمان على المخدرات بجميع أصنافها ودعم المرضى بكافة السبل للحد من انتشار هذه الآفة، مشددا في حديثه إلى أن الجماعة الحضرية لتطوان وضعت هذا الموضوع الهام ضمن دائرة اهتماماتها حيث من المنتظر أن يشمل برنامج عمل الجماعة 2016/2021 تخصيص جزء منه لدعم جميع المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه. كما أشار " محمد إدعمار " إلى أن الجماعة الحضرية لتطوان تضع جميع إمكاناتها رهن مبادرات من هذا النوع، باعتبارها تخص دعم شريحة من المجتمع أصيبت بعدوى الإدمان نتيجة مجموعة من العوامل الأسرية والمجتمعية والتي لا يمكن أبدا إقصاؤها أو تهميشها بل على العكس وجب الأخذ بيدها وتوفير كافة المتطلبات لدعمها من أجل العلاج والإقلاع عن تعاطي المخدرات. من جهته أكد " محمد سعيد السوسي " رئيس الجمعية إلى كون أن هذه المبادرة المتمثلة في تأسيس إطار يعنى بمرضى الإدمان على المخدرات، فرضه الأمر الواقع الذي تعيشه مدينة تطوان التي تعتبر من بين المدن التي تعرف أكبر نسبة من المدمنين على المخدرات القوية، مستعرضا بالأرقام هول هذه الظاهرة حيث تشير تقارير إلى وجود 10.000 مدمن بعمالة تطوان والنواحي وهو رقم يبين حجم الكارثة والآفة التي تعيشها مدينة تطوان. وأضاف " السوسي " إلى كون مركز طب الإدمان الموجود بمدينة تطوان يتعرض لضغط كبير، حيث يكتفي حاليا ومنذ سنة 2013 بتقديم العلاج البديل "الميطادون" لحوالي 216 شخصا، فيما تم وضع 1700 مدمن في لائحة الانتظار الخاصة بالمركز من أصل أزيد من 10 آلاف شخص وقعوا في فخ الإدمان على المخدرات بشتى أنواعها، وخاصة القوية منها، نتيجة عجز المركز عن مسايرة الطلبات التي تقدم من طرف المدمنين أو أسرهم، بالنظر لعدم كفاية الأطر الطبية، في وقت تكتفي فيه وزارة الصحة بتخصيص 3 أطباء وسبعة ممرضين للإشراف على المركز الوحيد على مستوى العمالة والإقليم. وهو الأمر الذي يستدعي تظافر الجهود من أجل التقليل من الضغط الحاصل على المركز بمبادرات المجتمع المدني الداعمة للتصدي لهذه الظاهرة. من جهته نوه النائب الثالث لرئيس حضرية تطوان " عبد الواحد اسريحن " بهذه المبادرة، معتبرا أن تأسيس إطار يعنى بمرضى الإدمان، ما هو إلا بادرة تستحق التشجيع، مؤكدا أن الجماعة الحضرية تعتبر نفسها منذ الآن شريكا أساسيا وداعما مباشرا لمثل هذه المبادرات التي ترمي إلى مواجهة ظاهرة تنخر جسد المجتمع التطواني وتهدد بالتفكك الأسري. باقي تدخلات أعضاء الجمعية صبت في نفس الاتجاه، حيث شددت على ضرورة تكاثف جهود جميع المتداخلين في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، من خلال حملات تحسيسية مستمرة في المؤسسات التعليمية، وكذا التصور العام للجمعية الذي يهدف إلى إنشاء مراكز جديدة لدعم مرضى الإدمان على المخدرات ليس بمدينة تطوان فحسب بل في جميع مناطق الإقليم. وتستعد " جمعية أمل لدعم مرضى الإدمان على المخدرات " خلال الأيام القليلة المقبلة لتنظيم ندوة سيتم خلالها استعراض برنامج عملها والتعريف بالتصور العام الذي تشتغل عليه حاليا من أجل التصدي لآفة المخدرات القوية، كما ستنظم الجمعية مائدة مستديرة يشارك فيها كافة المتداخلين في الموضوع من جهات رسمية وذوي الاختصاص من أجل الخروج بتصور شامل ووضع خارطة طريق للتقليل من نسبة المدمنين بتطوان والنواحي الذين يحتاجون إلى العلاج والرعاية النفسية والاجتماعية تخرجهم من مستنقع الإدمان الذي وقعوا فيه.