لم أفهم السبب الحقيقي الذي جعل على أنوزلا ينتقل في عموده الذي نشره على موقع لكم من الحديث عن إيريك غيريتس، إلى الحديث عن حفل الولاء والبيعة التي تعتبر من أسس نظام الحكم في المغرب، كما لم أفهم كيف يمكن لصحفي أن يرفع سوطه بيمينه ليضرب كل من يجده في طريقه، تماما كما يفعل أي أحمق يمر في الشارع.
كنا سنتفهم موقف أنوزلا الغاضب لو لم يخلط "شعبان برمضان"، واكتفى بشرح وجهة نظره مما يعتمل الشارع من غضب على نتائج الفريق الوطني، لكنه وكما جرت العادة سقط في فخ الإطناب والتكرار، وأقحم كلاما لا معنى له في موضوع يهم جامعة كرة القدم، وفي أفضل الأحوال وزارة الشباب والرياضة.
لقد تحدث أنوزلا عن غيريتس وعن الجينرال حسني بنسليمان وعن البيعة، في خلطة غير مفهومة المقاصد، لكن الذي يتتبع سير مقالات أنوزلا وطريقة تدبيجها، سيكتشف أن الرجل لا يملك خيوط اللعبة في يده، وإلا لتعامل مع الخبر كصحافي، وليس "خبيرا" يفرض وصايته على المغاربة.
هل المغاربة محتقٌرون، طبعا هذه كلمة كبيرة تنم عن وجود مخطط كبير لتسفيه علاقة المغاربة فيما بينهم، وعلاقة الدولة بالشعب، وطبعا حين نتحدث عن الدولة نتحدث عن المؤسسات، والواضح أن أنوزلا يحتاج إلى إعادة تكوين نفسي ليتخلص من العقد التي تلازمه، والتي محورها السلطة، ولا أعلم لماذا يصر على أن يتعرض في كل مرة للمؤسسة الملكية ويربطها بأي موضوع مهما كان عاديا، ولماذا يصر على إقحام بنسليمان، وتحميله تبعات كل الأوضاع السلبية التي يعيشها المغرب، مع أن المغرب مثله مثل كل الدول توجد فيه مؤسسات وداخل هذه المؤسسات يوجد أشخاص نافذين يمارسون نوعا من الشطط، لكن إصرار أنوزلا على تسفيه مؤسسات الدولة، ينم عن رغبة أكيدة في خلق نقاش جانبي، وتحويره بالحديث عن حفل الولاء الذي يعتبر رابطة شرعية بين الملك والشعب، ومن دونه لا تستقيم هذه الرابطة، وهذا الترابط، لكن ولأن أنوزلا يخدم أجندات مشبوهة فإنه يمارس نوعا من التعتيم، ويلعب على وتر الإخفاقات والمشاكل، ويصل به الأمر إلى حد التهجم على المؤسسات إرضاء لغروره وثانيا إرضاء لأطراف من مصلحتها خلق مثل هذا النقاش الذي لا طائل منه، سوى أنه ضحك على الدقون.
فمن غير المقبول اجتماعيا وسياسيا وحتى أنتروبولوجيا وصف المغاربة بأنهم يقبلون "الحكرة" أو أن يحتقرهم أحد لأن المغاربة معروفون تاريخيا بأنهم يتشبتون بكرامتهم حتى لو كلفتهم أرواحهم، ولم يعرف عن المغاربة أنهم يقبلون الإهانة مقابل العيش وبالتالي لا يمكن أن يقال بأن هناك من يريد احتقار المغاربة. وكان المغاربة يرفضون الإهانة والاحتقار في ظل سنوات الرصاص التي عاشها أنوزلا مدللا لدى العقيد القذافي والمخابرات الجزائرية.