من يقرأ المقال الذي نشره حنظلة الذي لا علاقة له بحنظلة الفلسطيني الذي حمل قلمه وأوراقه على كتفه وراح يحارب الكيان الصهيوني، سيشتم منه رائحة الحقد الأعمى الذي لا علاقة له بمصلحة الوطن، ولكن حقد يجر وراءه خلفية دنيئة يصفي من خلالها القزم أنوزلا حساباته مع رجالات الدولة ومؤسساتها، في سياق سيناريو معد سلفا لتمييع عمل المؤسسات وتبخيس دور المسؤولين. تلك لعبة قذرة يمارسها أنوزلا منذ أن أفلست جريدة الأولى التي كان يديرها وخلفت وراءها عشرات الأسر المشردة، بسبب قلة تجربته وعدم خبرته في تدبير شؤون مؤسسة إعلامية صغيرة، ليقرر بعد ذلك تأسيس موقع رخيص باعه للمخابرات الجزائرية، ومرتزقة البوليساريو، حيث تكلف طواعية في بعض الأحيان وبمقابل في أحيان أخرى بنشر غسيل القضية الصحراوية لمصلحة هذه الجهات، عبر مقالات موجهة ومدفوعة الأجر. مقال "من يجرؤ على إعفاء الجينرال حسني بنسليمان"، تشتم منه رائحة الكراهية لكل ما هو مغربي، ليحمل الجينرال كل مآسي جهاز الدرك الملكي، ولأن أنوزلا قرر منذ مدة أن يرسم صورة سوداء عن المغرب الذي يتنفس هواءه بالمجان، فإن المقال يدخل في نفس الخانة، حيث يعمل على تصفية حساباته مع الجينرال حسني بنسليمان، من خلال مقال نعرف مسبقا أنه بحث في نصف الكأس الفارغة، وتجاهل النصف الآخر، وهي عادة العميل في تسفيه عمل المؤسسات والمسؤولين. يعلم الكل أن جهاز الدرك الملكي كغيره من الإدارات يعاني من ظاهرة الرشوة، هناك دائما مشاكل من هذا القبيل تطرح، وتتم معالجتها إما بالمحاكمات أو الإعفاء أو العقاب، وهو الأمر نفسه الذي تقوم به القيادة العامة للدرك الملكي التي تباشر مهام المقاربة والضبط في إطار ما يسمح به القانون، لكن أنوزلا ولغرض في نفس حنظلة المغربي راح يبحث عن الثقوب في جلباب جهاز الدرك، وتعامل مع الملف وكأننا أمام جهاز كله مرتش، مع أن داخل كل المؤسسات هناك رجالا شرفاء خدموا المغرب بإخلاص وذادوا عن وحدته الترابية ولم يوفهم حنظلة المرتزق حقهم. وكما يقال إذا ظهر السبب بطل العجب، فإن تهجم حنظلة على الجينرال بنسليمان، لا يمكن فهمه إلا في سياقه العام، وهو أن أنوزلا يدافع عن أخيه الدركي في مدينة كلميم، وكأنه يوجه الرسائل إلى من يعنيهم أمر أخيه الذي ربما يطمح إلى ترقيته لرتبة جينرال، وذلك مبلغ ما يريده . إن ما فعله أنوزلا الذي لا يعرف حتى كيف يحمل سلاحا أبيض، هو توفير مظلة لأخيه يمكن أن يحتمي بها، فوجد أن أنجع طريقة للدفاع هي الهجوم، ولأن مصلحة الوطن هي آخر ما يفكر فيه حنظلة المغربي، فقد حاول جاهدا النيل من سمعة جهاز الدرك الملكي وهي عادة معروفة في أنوزلا يستعملها كلما أراد تحقيق مصلحة ما. إن الوحيد الذي يمكن أن يعفي الجينرال بنسليمان، هو الجينرال أنوزلا، على موقعه المزبلة، لأن الأمر يتعلق بجهاز مسؤول له قوانينه تحكمه، ويعمل داخل الدولة المغربية، وليس هناك أدنى شك أن الجينرال حسني بنسليمان، يقوم بمهامه داخل الدولة، وأن المصلحة العليا تقتضي استمراره على رأس هذا الجهاز الأمني، ضدا على إرادة الجينرال أنوزلا الذي تأكد اليوم أن طموحه أكبر من مجرد إعفاء الجينرال.