مواكبة منه للتطورات الجارية في إقليم أزواد وتأكيدا لمساندته المباشرة، ودعمه القوي "لكل ما من شأنه ضمان الحق الشرعي للشعب الأزوادي في تقرير مصيره السياسي، والتعبير عن إرادته المستقلة، وحماية هويته الحضارية"، أصدر الكونغرس العالمي الأمازيغي، بيانا دوليا موجها للرأي العام الدولي كما وجه نسخا منه إلى مختلف وسائل الإعلام الدولية وكذا الإتحاد الأفريقي و الإتحاد الأوربي و الأممالمتحدة و جامعة الدول العربية و المؤتمر الإسلامي و البنك الدولي والصليب الأحمر و الهيئة الفرنكوفونية الدولية و البنك الأمريكي الدولي للإنماء، فضلا عن رئاسة كل من الجزائر، النيجير، وساحل العاج، وليبيا، وبوركينا فاسو، وموريتانيا، والسنغال.
ودعا الكونغرس العالمي الامازيغي في بيانه "كل الأطراف المتنازعة إلى قاعدة الحوار، ينبه في ذات الوقت كل الأطراف الإقليمية والدولية، بأن المنطقة تمر بمتغيرات تاريخية جذرية، ستُعيد الاعتبار لكل أصحاب الحقوق المهضومة، وستصحح الأوضاع كما يقرها الواقع الحق، لا كما فرضتها الديكتاتوريات العسكرية، أو الأيدلوجيات الإقصائية، ولهذا فإننا نحذر كل الأنظمة الإقليمية من التورط سياسياً أو عسكرياً في عرقلة مسار ولادة الكيان الأزوادي الحر".
ذات البيان، الممهور بخاتم رئيس الكونغرس فتحي نخليفه ، ذكّرالجميع بأن "أبناء أمة الأمازيغ في عموم الشمال الأفريقي، وفي ديار المهجر عبر العالم، يساندون حق أشقائهم أبناء أزواد، ومستعدون للتلاحم معه في السراء والضراء، كما يساندون دائماً حقوق كل الشعوب المضطهدة دولياً". يشار أن محادثات تجري في هذه الأثناء بين ممثلين عن الجبهة الوطنية لتحرير أزواد وعن أنصار الدين من جهة والأطراف المالية من جهة ثانية وذلك بأحد الفنادق بالعاصمة البوركينابية وغادوغو، بوساطة من الرئيس بليز كومباوري.
للإشارة فإن «الحركة الوطنية لتحرير ازواد» و«حركة أنصار الدين» الإسلامية قامت ابتداء من أول أبريل 2012، بطرد قوات الجيش المالي من شمال البلاد بعد اﻻنقلاب العسكري اﻷخير في 22 مارس 2012 بباماكو على الرئيس امادو توماني توري، وأعلنت قيام جمهورية أزواد الديمقراطية في 6 أبريل 2012، والتي تضم مناطق غاو وتمبكتو وكيدال، وهي منطقة تعادل ثلثي مساحة مالي وتعادل ا مساحة كل من فرنسا وبلجيكا مجتمعين.
ويعد قيام جمهورية ازواد تتويجا لمسار تاريخي مليء بالمعانات والحروب التي كان ضحيتها الطوارق الموزعين على مالي والنيجر وليبيا والجزائر بالإضافة إلى آلاف اللاجئين بكل من موريتانيا وبوركينا فاسو وباقي دول المعمور.
عندما قامت فرنسا بتقسيم السودان الفرنسي، الذي كان مستعمرة لها تمتد من ساحل السنغال غربا حتى تشاد وأفريقيا الوسطى شرقا، إلى عدة دول عام 1961 هي : السنغال ومالي والنيجر وتشاد وأفريقيا الوسطى، توزع الطوارق على دول مالي والنيجر والجزائر، وكان معظمهم في مالي .
وينتشر الطوارق في منطقة صحراوية شاسعة يقع معظمها في شمال مالي وفي منطقة محدودة المساحة غرب النيجر وأيضا في منطقة تمرا نست بجبال الهجار جنوبالجزائر والتي تعد موطنهم اﻷصلي، ويقدر عددهم بمليوني نسمة، و تساكنهم في مالي أعداد قليلة من القبائل الحسانية الموريتانية والسنغاي والفوﻻني. والتي تتكلم كل منها بلغتها بينما يتكلم الطوارق "تماشق" وهي إحدى تلوينات اللغة اﻷمازيغية .
وقد اجتمعت عوامل كثيرة منها ما هو سياسي وثقافي وديني وعرقي لمناصبة الطوارق العداء وملاحقتهم وتشريدهم، وبسبب التهميش واﻹهمال الذي لحقهم، ثار الطوارق عام 1963 وطالبوا باستقلال منطقتهم شمال مالي وإقامة دولة لهم، وظلت اﻷوضاع مضطربة تهدأ حينا وتثور أحيانا حتى عام 1992 حيث تم توقيع اتفاق تمنراست برعاية الجزائر ، بعد ذلك تم توقيع اتفاق عام 1994 بين مالي والجبهات الطوارقية، اﻻ أن مالي لم تلتزم بما تم اﻻتفاق عليه مع الطوارق مما دعاهم إلى العودة إلى حلم إقامة دولتهم المستقلة، وخاصة بعد عودة زعيمهم مانو داياك من الوﻻيات المتحدةوفرنسا وإقامته اتصالات مع دول غربية لمساعدة الطوارق على إقامة دولتهم.
وبعد اغتياله على إثر تحطم طائرته الصغيرة بشكل مفاجئ في 15 ديسمبر1995، فوق مطار صحراء تينيري، حين كان في رحلة داخلية من أكادز إلى العاصمة النيجيرية نيامي، بحثا عن حل سلمي لقضية الطوارق- وقد حامت الشبهات وقتها حول فرنساوالجزائر بينما يحتمل إن يكون لليبيا أيضا دخل في أسقاطها- تجددت اﻻشتباكات المسلحة بين الطوارق والجيش المالي حتى 1996 بعد تدخل كل من ليبيا والجزائر وتوقيع اتفاقية جديدة.
وفي عام 2005 تأسست حركة التحالف من أجل التغيير الطوارقية وتجددت اﻻشتباكات مرة أخرى حتى 2009 باتفاق جديد قامت على إثره الحركة بتسليم أسلحتها، ولم يقبل معظم الطوارق تلك اﻻتفاقات وتأسست في أكتوبر عام 2010 "الحركة الوطنية اﻷزوادية" والتي انتهت باعلان قيام جمهورية ازواد الديمقراطية يوم 6 أبريل الماضي بعد اﻻنقلاب العسكري اﻷخير في 22 مارس 2012 بباماكو، على الرئيس امادو توماني توري، وعودة الطوارق بعد سقوب نظام القذافي.