كشفت دراسة علمية حديثة قام بها باحثون من جامعة بورتسموث الإنجليزية عن تواجد كمية كبيرة من أسنان الديناصور المائي "سبينوصور"، بمنطقة تاردا الواقعة جنوب شرق المغرب، وهو الأمر الذي يؤكد أن هذا الديناصور المفترس كان يعيش في بعض الأنهار المغربية. ووفق ما جاء في مقتطفات عن الدراسة العلمية التي سيتم نشرها عبر مجلة "Cretaceous Research" في شهر يناير من السنة المقبلة، والتي قام بإعدادها سبعة خبراء من بينهم المغربيان سمير الزهري ونزار إبراهيم، فإن هذا الوحش الضخم المسمى "سبينوصور" كان يعيش في الأنهار، استنادا للاكتشافات التي تم العثور عليها في موقعين جديدين ينتميان إلى مجموعة "كم كم" النهرية، المتواجدة بين منطقتي كلميمة والرشيدية في الجنوب الشرقي للمملكة. وأشارت الدراسة إلى أنه خلال الاستطلاع الميداني بالقرب من تاردا، اكتشف باحثون محليون في مجال الحفريات في الموقع الأول، كما هائلا من العظام عند سفح قناة من الحجر الرملي. وأوضحت أنه تم العثور على "مجموعة من الكتل الكبيرة من الحجر الرملي تطوق الحفريات وكانت جميعها تضم أسنان "سبينوصور" وأسنان منقارية تعود للقرش السيفي المنقرض. وبهذا الخصوص، قال البروفيسور ديفيد مارتيل، أستاذ علم الأحياء القديمة بجامعة بورتسموث، إن هذا "البحث يؤكد أن المكان الذي وجدت فيه الأسنان لم يعش فيه هذا الديناصور فقط، بل مات فيه أيضاً". أوضح البروفيسور أن العدد الهائل من الأسنان المكتشفة، التي جُمعت من قاع النهر، تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتكشف أن سبينوصور كان موجوداً هناك بأعداد هائلة، وهي تعكس نمط حياته المائية. وفي السياق ذاته، أوضح أحد أعضاء الفريق البحثي الذي أصدر الدراسة أن "أحواض نهر منطقة "كم كم" تُعد مصدرا رائعا لبقايا "سبينوصور"، كما أنها حافظت على بقايا العديد من المخلوقات من العصر الطباشيري، بما فيها أسماك المنشار والسيلاكانث والتماسيح والزواحف الطائرة وغيرها من الديناصورات". ولفتت الدراسة إلى أنه جرى العثور بأحد المواقع بالقرب من تاردا على 225 سنا يعود لديناصور "سبينوصور" الضخم البالغ طوله 15 مترا، فيما تم العثور على ما لا يقل عن 1261 عينة، تضم أسنان "سبينوصور" وأسنان منقارية تخص بعض الأسماك المفترسة، بموقع آخر يبعد عن الأول بأقل من كيلومترين فقط.