منذ وصوله لرئاسة الجزائر، إثر انتخابه أو بالأحرى تعيينه من قبل المؤسسة العسكرية في ديسمبر 2019، أجرى عبد المجيد تبون عدة تغييرات على مستوى القيادة العسكرية، شملت قيادة القوات البرية والجوية، وإدارة قسم الأمن الداخلي بالمخابرات، ومدير القضاء العسكري وقائد الدرك الوطني، كما تمت محاكمة العديد من الضباط والمسؤولين المقربين من قايد صالح في محاولة لإخلاء الطريق أمام مجموعة سعيد شنقريحة الذي بات يسيطر على زمام الأمور في البلاد.. وفي أبريل الماضي، أكدت المجلة الشهرية للجيش الجزائري "وجود انسجام وتناسق كبير بين مؤسسة الرئاسة والجيش الوطني الذي أبدى ثقته بالرئاسة في جميع المحطات العصيبة التي مرت بها البلاد"، وهو ما يؤكد أن من يحكم الجزائر ليس تبون ولا القناع المدني الذي يسوقه النظام الجزائري، بل المؤسسة العسكرية التي استولت على الحكم منذ انقلاب محمد بوخروبة (الهواري بومدين) بتواطؤ مع احمد بنبلة على الحكومة المدنية الانتقالية بقيادة المجاهد بنيوسف بنخدرة.. وفي محاولة للتخلص من مجموعة قايد صالح، يواصل تبون بإيعاز وتوجيهات من السعيد شنقريحة مسلسل التغييرات في صفوف المؤسسة العسكرية حيث أجرى، أمس الأربعاء، تغييرات جديدة في قيادة الجيش طالت مدراء مركزيين بوزارة الدفاع والأكاديمية العسكرية. وحسب المراسيم الرئاسية الجديدة، التي صدرت في العدد الأخير من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، فقد تم إنهاء مهام مدير الصناعات العسكرية اللواء رشيد شواكي، وتعويضه باللواء سليم قريد الذي يشغل منصب مدير الاكاديمية العسكرية بشرشال (غرب العاصمة). كما تم، بموجب هذه المراسيم، إنهاء مهام اللواء عبد القادر لشخم مدير الإشارة والمعلومات والحرب الإلكترونية، وتعيين اللواء فريد بجغيط خلفا له. وجرى وفق القرارات الجديدة كذلك، إنهاء مهام اللواء علي عكروم مدير التنظيم والإمداد، وتعويضه باللواء حواس زياري، وأيضا إنهاء مهام مدير العتاد بالوزارة اللواء محمد تبودلت، وتعيين العميد إسماعيل صديقي خلفا له.
يشار إلى أن الجنرال عبد القادر لشخم، الذي تم تعويضه بفريد بجغيط، يخضع لتحقيق معمق بشأن ما قيل إنها "عملية شراء بقيمة ملياري دولار من أجل اقتناء معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية ومعدات إلكترونية لم تكن أولوية وطنية بالنسبة للجيش الوطني الشعبي". وتم القبض على الجنرال لشخم، المقرب من أحمد قايد صالح، في 17 أبريل الماضي، بعد أربعة أيام فقط من القبض على الذراع اليمنى الأخرى لقايد صالح، الجنرال واسيني بوعزة، المدير العام السابق للأمن الداخلي.