شعب بريس-محمد بوداري(تصوير عابد الشعر) توالت ردود الفعل بخصوص تدخل النائبة البرلمانية فاطمة شاهو "تابعمرانت"، باللغة الامازيغية أمس الاثنين في إطار الجلسة الخاصة بالأسئلة الشفوية، حول موضوع تدريس وتعميم الامازيغية في جميع اسلاك ومستويات التعليم، وسط ذهول البعض واستحسان البعض الآخر داخل قبة البرلمان.
وإذا كانت أغلب نقاط النظام والتدخلات قد سارت في اتجاه تثمين هذا السلوك مع إبداء ملاحظات حول ضرورة تنزيل القانون التنظيمي الخاص بالمقتضيات الدستورية في ما يتعلق بالامازيغية، مع احترام حرية الحديث باللغة الامازيغية في البرلمان، فإن النقاش الذي اعقب هذا الحدث عبر المنتديات الاجتماعية على الانترنيت والمواقع الالكترونية افصح بما لا يدع مجالا للشك على ان البعض لا يزال يتملكه الحنين إلى الماضي بل هناك من لم يستوعب بعد ما حققته الحركة الامازيغية عبر مسارها التاريخي وما احدثته من خلخلة للمفاهيم وكسر للتابوهات.
فعندما يتحدث البعض عن اللهجة الامازيغية وعن قداسة اللغة العربية وعن الجاهلية واقتران الامازيغية بالتخلف ووو.. فإن ذلك ينم عن أن الامية المعرفية والحقوقية لازالت تجثم على عقول وأذهان الكثير منّا وأن الحركة الامازيغية لايزال امامها الطريق طويلا لتحقيق المطالب المشروعة التي نادت ولا تزال تنادي بها بعيدا عن المزايدات والاستغلال السياسوي لهذه القضية.
وإذا كانت تابعمرانت قد خلخلت بعض المفاهيم السائدة داخل البرلمان واستطاعت ان تدرج الامازيغية في صلب الحدث اليومي في انتظار التنزيل الديمقراطي لمقتضيات الدستور في شأن الامازيغية، فإنه لا يمكن الانقياد وراء التبجيل والتهليل لموقف سليم ومنطقي من الامازيغية قد يكون الغرض منه تحقيق بعض المكاسب السياسية سواء بالنسبة للحزب الذي تنتمي إليه النائبة المحترمة أو الاحزاب الاخرى التي سارعت لتثمين ما قامت به تابعمرانت التي لا ينكر احد مواقفها ونضالاتها المشرفة بخصوص الامازيغية، وكذا العفوية التي تميز تدخلاتها في هذا المجال وهي العفوية التي تصل في بعض الاحيان إلى حد السذاجة بمفهومها الايجابي طبعا.
ورغم كل ما يمكن ان يقال في هذا المجال لا يسعنا إلا ان نقول "أيّوز نّم أتاباعمرات ".
ملحوظة: سبق أن تحدث بعض النواب بالامازيغية داخل قبة البرلمان و خاصة النائب "اومولود" وهو برلماني عن الحزب الدستوري بمدينة انزكان، وكذا النائب "ابركان" عن الاتحاد الاشتراكي، إلا ان ذلك لم يثر كثير ردود فعل مما اثاره تدخل النائبة فاطمة تابعمرانت، والسبب في اعتقادنا يعود إلى الوضعية الدستورية الجديدة للامازيغية وكذا إلى الوضعية الاعتبارية للنائبة كإحدى الفاعلات والمناضلات في ميدان الدفاع عن الحقوق الامازيغية، فضلا عن طبيعة السؤال الذي هم بالأساس وضعية الامازيغية وضرورة تنزيل مقتضيات الدستور في ما يتعلق بتعليمها وتعميمها في ميدان التعليم...