وجد عالما مناعة من سويسرا وألمانيا في دراسة حديثة أن الجسيمات المضادة والإنزيمات التي يطرحها الجسم عن ممارسة الجنس تعمل على مقاومة حالات الإصابة بنزلات البرد وأعراضها المزعجة.
ذلك الشعور المزعج، حين تستيقظ صباحاً وتجد أن الرشح يسيل من الأنف وعضلات الجسم غارقة في الألم وحرقة تبعث من البلعوم. إنها نزلة البرد المزعجة التي يكثر الإصابة بها في هذا الوقت من السنة، حيث بدأ الطقس يزداد برودة والسماء ملبدة طوال الوقت بالغيوم الماطرة. كل شعب من شعوب الأرض له علاجاته لنزلات البرد، التي لا تعمل في حقيقة الأمر سوى على التقليل من آثارها وأعراضها المزعجة. لكن أغلب هذه العلاجات تتفق على شيء واحد الراحة وشرب شاي الأعشاب على اختلاف أنواعها.
بيد أن عالم المناعة العصبية في زيورخ مانفريد شيدلوفسكي يقدم علاجاً من نوع آخر بالقول: "بدلاً من الاستلقاء على الأريكة بكسل واحتساء الشاي الأعشاب أو تناول بعض لأدوية، يجب أن تمارس الجنس فقط"، كما تنقل صحيفة برلينز تسايتونغ الألمانية. يُذكر أن علم المناعة العصبية هو أحد حقول العلوم الطبية الذي يجمع بين دراسة الجهاز العصبي ونظام المناعة.
يعلل المختص السويسري ذلك بالقول: "تعد ممارسة الجنس بمثابة علاج معجزة لسيلان الأنف، كما تنطوي على الكثير من المتعة". واكتشف عالِم المناعة العصبية في زيوريخ أن عدد الخلايا القاتلة الطبيعية في الدم يزداد بنسبة 150 بالمائة بعد الوصول إلى النشوة الجنسية. والخلايا القاتلة هي أحد أعمدة نظام المناعة لدى الإنسان التي تتعرف على خلايا الجسم المصابة بالبكتيريا أو الفيروسات وتقتلها.
بدوره يقول المختص في أمراض المناعة الألماني بيتر شلايشر في ميونيخ: "الجنس يجعلك في صحة جيدة". ووجدت الدراسة التي قام بها العالمان أن جسم الإنسان يزيد من إنتاج الأجسام المضادة "الغلوبولين المناعي أيه" لدى الأشخاص الذين يمارسون الجنس مرتين في الأسبوع. وتساعد هذه المادة بشكل مباشر في الشفاء من نزلات البرد، كما تزيد من الدفاعات العامة للجسم.
وهناك فائدة ثالثة لعلاج نزلات البرد بممارسة الجنس وهي النوم، فهرمون الأوكسيتوسين الذي يفرزه الجسم خلال ممارسة الجنس يعمل على جعلنا ننام نوما هادئاً وعميقاً. وخلال النوم بسلام يبدأ جهازنا المناعي بالعمل بشكل فعال جداً في القضاء على الفيروسات ومسببات الأمراض الدخيلة على الجسم.
من الطبيعي أن نشعر بالتعب الشديد في حالات الإصابة بنزلات البرد بحيث تكون الرغبة في الفراش منخفضة نوعاً ما. وفي هذه الحالة قد ينفع أن تطلب من الشريك أو الشريكة أن يأخذ زمام المبادرة. لكن يجب الانتباه هنا إلى عدم نقل العدوى إليه أو إليها، أي يمنع تبادل القبلات الساخنة.