هناك نحو 3 ملايين من حطام السفن الغارقة على كوكب الأرض، وفقاً لإحصاءات منظمة اليونسكو. وتعد المحيطات، صاحبة النسبة الأكبر من أعداد السفن الغارقة حول العالم. تتعدد أسباب غرق السفن بين ظروفٍ جويةٍ سيئة، ونقص في الإمدادات. سفن أخرى كثيرة غرقت أو اختفت في ظروفٍ غامضة، لم يتم الكشف عن أسبابها حتى الآن. تعرّفوا إلى أبرز القصص.
سفينة ماري روز “ماري روز” ظلّت نحو 30 عاماً واحدةً من أقوى وأكبر سفن بريطانيا، وأكثرها تطوراً، قبل أن تغرق عام 1545م. وكانت أولى رحلاتها عام 1511م.
كانت من أوائل السفن في التاريخ القادرة على إطلاق النار من جانب واسع، خاضت في معارك عديدة ضد العدو الرئيسي لإنكلترا حينذاك “فرنسا”.
وعلى الرغم من قوة السفينة، إلا أن ظروف غرقها بقيت غامضة. وتقول الوثائق التاريخية، إن السفينة رست في ميناء “بورتسموث”، ما جعلها عرضةً للخطر، إذ شنت القوارب الفرنسية هجوماً مفاجئاً، وأبحرت ماري روز وسفينة حربية أخرى لردع القوات الفرنسية.
لكن، وفقاً لتقريرٍ حديثٍ عن الغرق، أوضح أن “ماري روز” انحنت فجأةً، ما تسبب في تدفق المياه إليها، وغرقت السفينة بسرعة غير متوقعة، وأخذت معها نحو 90 بحاراً من الطاقم المكوّن من 400 شخص.
لم يتم تحديد السبب الرئيسي لغرق السفينة، لكن ثمة نظريات ادعت أن السفينة أصبحت ثقيلةً للغاية، بعد إضافة المزيد من الأسلحة والرجال إليها، لكن جاء الرد سريعاً على هذا الاستنتاج، بأن هذه الإضافات كانت قبل غرق السفينة بنحو 9 سنوات، بينما قال قبطان كان حاضراً وقت الغرق، إن السفينة غرقت بسبب قذيفة، لكن لم تظهر أي علامات على حطام السفينة يؤيد تلك النظرية.
نظرية حديثة تفترض أن السفينة غرقت بسبب عاصفة ضربتها أثناء الإبحار، وهو ما لم يتم تأكيده حتى الآن.
حطام السفينة موجود الآن في متحف في “بورتسموث”، لكن المحللون ما زالوا يختلفون حتى اليوم في تحديد سبب الغرق.
سفينة أندريا دوريا هي واحدة من أكبر سفن العالم أثناء الأربعينيات والخمسينيات. تم تقسيم هيكلها إلى 11 مقصورة لمنع تسرب المياه إليها، وأكملت 100 رحلة عبر المحيط الأطلسي بحلول الوقت الذي غرقت فيه، عام 1956.
الكثير من الناس اعتقدوا أنها سفينة غير قابلة للغرق، إلى أن تحطمت بعد أن اصطدمت بسفينة سويدية، إذ فشلت كلتا السفينتين في اتباع القواعد التقليدية للسفر والإبحار.
كانت “أندريا دوريا” تبحر أسرع من المعتاد، عبر الضباب الكثيف، للوصول إلى مدينة نيويورك الأميركية في الصباح. بينما كانت السفينة السويدية “ستوكهولم” تسير شمال الطريق المعتاد باتجاه الشرق.
حتى اليوم، لم يُعرف من هو القبطان المتسبب في الحادث، لكن الخبر السار أنه تم إنقاذ معظم الركاب، ولا تزال “دوريا” في قاع البحر حتى اليوم.