يعاني المواطنون بدواوير جماعة افرتوماش(أيت حدّو، وأيت إيشو، وأيت خرصي، وأيت محند)، التابعة لبني تجيت باقليم فكيك، من انتشار الخنزير البري في السنوات الأخيرة، حيث اضحت مزارعهم مرتعا لهذا الحيوان الذي اصبح يقض مضاجعهم ويهدد محاصلهم وارواحهم.. هذا الانتشار الكثيف للخنزير البري، لم تعرفه المنطقة من قبل حيث لم يكن يتواجد هذا النوع من الوحيش بوادي ايت عيسى إلى ان تفاجأ السكان به في السنين الاخيرة، وهو ما جعل الساكنة تشك في أمر هذه الظاهرة، حيث اتهم البعض أطرافا باستقدام هذا الحيوان لغاية ما، مستندين في ذلك بما نشر من اخبار من طرف بعض التنسيقيات المدنية بجهة سوس. ورغم أن حمو أوحلي، كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات، أعزى تكاثر أعداد الخنازير البرية ببعض المناطق إلى اختلال في التوازنات الإيكولوجية نتيجة انقراض بعض الحيوانات المفترسة، إلا أن وادي ايت عيسى لم يسبق ان وُجد به هذا الحيوان كتى يتسنى له التكاثر اليوم.. وبهذا الخصوص يستدل ابناء ايت عيسى إلى مايقع في منطقة سوس، حيث سبق للتنسيقية الوطنية لإسقاط الظهائر الاستعمارية ومراسيم التحديد الإداري الغابوي، أن أصدرت بتاريخ 24 ماي 2016 بيانا تحت اسم "نداء الأرض" أشارت فيه إلى أنه "يتم إطلاق حيوان الخنزير البري، المعروف بعنفه وقوته التدميرية العالية في جميع المناطق القروية بكل من الريف والأطلس وبشكل مهول بمناطق سوس، توفر له الدولة الرعاية القصوى (من تلقيح وحماية قانونية)، في الوقت الذي يتم الضغط فيه على المواطنين لإرغامهم على عدم مطالبة الدولة بالتعويض عن أضراره حتى و لو كانت بشرية". وكان حمو أوحلي، كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات، قد أشار مؤخرا تحت قبة البرلمان، إلى مواصلة عمليات إحاشة الخنزير البري، المبرمجة من طرف المصالح الجهوية التابعة لقطاع المياه والغابات بمختلف جهات المملكة، مع التركيز على الجماعات الأكثر تضررا من الانتشار الكثيف للخنزير البري. وأضاف أوحلي، في رده على سؤال شفوي حول معاناة سكان العالم القروي والمجاورين للغابات من انتشار الخنزير البري، أنه تقرر رفع عدد الإحاشات المبرمجة على مستوى بعض المناطق من التراب الوطني التي تم تحديدها على أنها الأكثر تعرضا لهجومات هذا الصنف من الوحيش وإلحاقه للأضرار بالساكنة القروية وبمحاصيلها الزراعية وبممتلكاتها، مع تحقيق التوازن الطبيعي للكائنات الحية. ساكنة إفرتوماش، سبق لها ان راسلت الجهات المسؤولة بخصوص انتشار الخنزير البري بالمنطقة، ونظمت على إثر ذلك عملية إحاشة بتعاون مع السكان وإحدى الجمعيات المهتمة بالصيد، إلا أن العملية لم تسفر عن أي نتيجة، لأن توقيتها كان غير ملائم إذ تمت في عز النهار وفي ظل حرارة مرتفعة جعل الخنزير لا يغامر بالخروج من محابئه الكثيرة والمتشعبة خاصة على طول الوادي.. ويطالب سكان جماعة غيفرتوماش بتنظيم عمليات إحاشة أخرى للتخفيف من تكاثر الخنزير البري وأضراره على المحاصيل الزراعية، وذلط إسوة بعمليت الاحاشة الواسعة التي تقوم بها المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالجنوب الغربي بمختلف ربوع سوس، وخاصة تلك التي تًصنّف من النقط السوداء.