أفردت صحيفة "لاإستريا" البنمية ملحقا خاصا للمغرب بمناسبة تخليد الذكرى ال19 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، رصدت من خلاله دور المؤسسة الملكية في صون الوحدة والهوية الوطنية وكذا أبرز مظاهر التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المملكة في عهد جلالته في مختلف المجالات، وسياسة الانفتاح والتعاون جنوب-جنوب التي تنهجها المملكة. وهكذا، شددت الصحيفة على الدور البارز للمؤسسة الملكية على مدى قرون في ضمان وحدة الأمة واستقرار البلاد، وعلى الإرادة الملكية لبناء دولة ديمقراطية متضامنة وحديثة تحترم تقاليدها وهويتها.
واكدت اليومية أن المغرب عرف كيف يحافظ على هويته الوطنية عبر إرساء قيم الانفتاح والتسامح والتعايش بين مختلف مكونات هذه الهوية، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن إقرار دستور سنة 2011 شدد على وحدة المغرب، والتي تقوم على وحدة كل مكوناته العربية والإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية إلى جانب روافدها الإفريقية والأندلسية واليهودية والمتوسطية.
وأبرزت الصحيفة البنمية، في هذا السياق، الإجراءات النبيلة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل ترميم المعابد والمقابر اليهودية ومتحف الملاح بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، على الخصوص، معتبرة أن هذه الإجراءات تسهم في صيانة وإشعاع الثقافة والتراث المغربي.
وسجلت أيضا أن جلالة الملك محمد السادس حافظ على زخم الإصلاحات منذ اعتلائه العرش قبل 19 عاما، تماشيا مع تطور الواقع الإقليمي والدولي، لتعزيز ديمقراطية تعددية وتشاركية، مشيرة إلى ان الإصلاح الدستوري العميق الذي عرفته المملكة كان بمثابة ميثاق سياسي واجتماعي متجدد في إطار ملكية دستورية اجتماعية وبرلمانية ديمقراطية.
واعتبرت الصحيفة البنمية أن ما ميز المغرب عن محيطه العربي هو أن الإصلاحات الهيكلية التي عرفتها المملكة جاءت كثمرة لتوافقات بين مختلف القوى السياسية بالبلاد والهيئات النقابية والمقاولاتية والمجتمع المدني.
كما تطرق ملحق الصحيفة إلى عدد من الأوراش الكبرى والبرامج التي تم إطلاقها في عهد جلالة الملك من أجل إعطاء دفعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، وفي مقدمتها ميناء طنجة المتوسط، مستعرضة عددا من الأرقام والمعطيات التي تعكس حجم وأداء هذه البنية المينائية، الأكبر من نوعها في إفريقيا، وكذا مجمع نور-ورزازات لإنتاج الطاقة الشمسية، والتي تعكس التزام المملكة بمكافحة التغيرات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة، ومخطط المغرب الأخضر الرامي لجعل الفلاحة محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وكتبت الصحيفة أن تطور قطاع صناعة السيارات بالمغرب، أكسب المملكة ثقة شركات كبيرة تنشط في المجال وعزز تموقعها كمنصة عالمية لتجميع وتصدير السيارات، مبرزة المؤهلات السياحية والحضارية للمغرب التي يساهم فيها موقعه الجغرافي المتميز وتعدد روافد هويته الوطنية وتاريخيه العريق.
كما تضمن الملحق مقابلة مع سفيرة المملكة في بنما، السيدة أمامة عواد، أكدت فيها الدبلوماسية المغربية أن الروابط الانسانية والثقافية التاريخية بين المغرب والبلد الكاريبي تعود للقرن الخامس عشر مع وصول أولى طلائع المهاجرين الأفارقة إلى المنطقة، مشيرة إلى أن البلدين أقاما علاقات بينهما قبل أزيد من أربعة عقود، وتطورت لتتوج بتبادل فتح السفارات قبل سنتين.
وأضافت السيدة عواد أن الإرث الإنساني والثقافي المشترك وكذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلدين، المغرب كبوابة نحو إفريقيا والعالم العربي والفضاء المتوسطي، وبنما كبوابة نحو أمريكا اللاتينية، يشكل أرضية متميزة لبناء علاقات ثنائية متعددة الأبعاد.
وأشارت السفيرة إلى أن المغرب يتمتع بعلاقات جيدة مع شركائه التقليديين ويراهن أكثر فأكثر على تنويع روابطه من خلال تعزيز التعاون جنوب-جنوب، لاسيما مع محيطه الإفريقي والعربي، وكذا مع بلدان أمريكا اللاتينية، وبينها بنما.
واعتبرت الدبلوماسية المغربية أن أوجه التشابه والرؤى المشتركة بين البلدين واستقرارهما السياسي والاقتصادي تفتح آفاقا واسعة أمام التعاون الثنائي، لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي والتربوي.
وفي نفس السياق، أبرزت الصحيفة سياسة التعاون جنوب-جنوب التي تنهجها المملكة، لاسيما مع بلدان أمريكا اللاتينية، مذكرة، في هذا الصدد، بتوقيع مذكرة تفاهم بين البرلمان المغربي ونظيره بأمريكا اللاتينية والكاراييبي (بارلاتينو) في أبريل الماضي بالرباط، بهدف إرساء قنوات التواصل والتفاعل البرلماني الثنائي، وذلك اعتبارا لروابط التفاهم والصداقة والتعاون التي تجمع بين المغرب و البلدان الأعضاء في هذه المؤسسة التشريعية الإقليمية واعترافا بالجهود التي يبذلها الطرفان "من أجل توطيد البناء الديمقراطي وتعزيز صيانة حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، ونشر قيم التسامح والسلام".
من جهة أخرى، قدم الملحق شهادتين لكل من السياسي والدبلوماسي غييرمو كوتشيث، والفنانة والسفيرة الثقافية لبنما، أولغا سينكلير، واللذين أبرزا مظاهر التقدم الاجتماعي والاقتصادي بالمملكة ومقوماتها السياحية والحضارية، التي اطلعا عليها خلال زيارتهما للمغرب.
وفضلا عن "لاإستريا"، توقفت العديد من المنابر الإعلامية ببنما، مثل صحيفتي "لابرينسا" و"إل سيغلو" وراديو بنما وقناة "نيكس تي في"، عند تخليد المغرب لذكرى عيد العرش المجيد، مبرزة دلالات هذه المناسبة ودور جلالة الملك في بناء مغرب حديث ومزدهر.