قررت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مقاطعة الحوار الاجتماعي، الذي دعا إليه محمد يتيم وزير الشغل، رافضة العودة إلى مرحلة التشاور مبررة ذلك بغياب اقتراحات وإرادة حكومية جادة حول ملفها المطلبي. وأكد عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن النقابة كانت تنتظر ردا حكوميا على مطالبها، لاسيما على مستوى الزيادة في الأجور يتم بموجبه استمرار التفاوض حول باقي المطالب، "لنتفاجأ بأن اللقاء يهدف إلى التشاور والاستماع إلينا مجددا بدل التقدم بمقترحات قابلة للنقاش في إطار إغناء الحوار وتحقيق تقدم على مستوى المطالب العشر".
وأضاف المسؤول النقابي، حسب ما أوردته جريدة "رسالة الامة" التي اجرت معه حوارا عبر الهاتف، أن النقابة بعثت رسالة احتجاجية مع ممثليها إلى وزير التشغيل تتضمن رفضها لطريقة تدبير الحوار.
وأوضح الزاير، أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أدركت أن اللقاء الذي دعا اليه يتيم مجرد وسيلة تحاول من خلالها الحكومة، نفي طابع الجمود الذي يعيشها الحوار الاجتماعي في حقيقة الأمر، مبرزا أن الحكومة لم تلتزم بوعودها خلال الجلسات السابقة التي جمعتها مع الحركة النقابية التي أمهلتها مدة أسبوع للرد لكنها تجاهلت الأمر أكتر من شهرين لتحاول بطريقة وصفها ب"اليائسة" تزامنا مع نهاية السنة التي تعد بيضاء كونها لم تسفر عن أي نتائج .
وبخصوص استعداد النقابة للعودة إلى الاحتجاج، قال نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن هذه الاخيرة، "كانت على وشك إعلان سبلها النضالية، لكن دعوة وزير التشغيل أجلت ذلك، إلا أن الدعوة كشفت أن اللقاء مجرد تشاور، لذلك اعتبرناها غير مجدية واخترنا المقاطعة، كوننا من غير الممكن أن نقبل بهذا الوضع الذي يتضح أنه لن يخرج عن نطاق التشاور، ولذلك فنحن جاهزون للتصعيد وسنعلن عنه في القريب العاجل، بعدما بعثنا رسائل تحذيرية للحكومة من أجل استئناف الحوار وفق المعايير المقبولة ".
وعن أسباب حرص وإصرار النقابة على تنبيه الحكومة ومراسلتها قبل إعلان موعد التصعيد، أوضح الزاير، أن النقابة هدفها هو تحقيق مكاسب للطبقة العاملة وإنجاح الحوار وليس المعارضة من أجل المعارضة، لذلك يضيف الزاير، كان أملنا أن تكون الحكومة جادة في التعاطي مع مطالبنا وانتظرنا كتيرا، ولكن في ظل هذه الظروف التي يطغى عليها الجمود والتجاهل سنكون مجبرين على الدخول فصل جديد من فصول الاحتجاج بكل الوسائل السلمية المتاحة من أجل الضغط.