على بعد يومين فقط من افتتاح أشغال المؤتمر ال54 لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي سيختار خلاله الحزب الحاكم زعيما جديدا خلفا للرئيس جاكوب زوما، دخل مساندو المرشحين الرئيسيين الاثنين في سباق حقيقي ضد الساعة لحشد أكبر قدر من التأييد قبل هذا الموعد الحاسم. وقد أخذت حملة كسب التأييد منعطفا جديدا منذ الإعلان عن نتائج الترشيحات على مستوى فروع الحزب في الأقاليم التسعة للبلاد.
وفي ختام هذه المرحلة، استطاع نائب الرئيس سيريل رامافوزا التقدم على غريمته الرئيسية نكوسازانا دلاميني زوما، الرئيسة السابقة للمفوضية الإفريقية والزوجة السابقة للرئيس زوما، ب530 ترشيحا.
وكسب رامافوزا تأييد 1860 فرعا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي في أقاليم غوتنغ وليمبوبو والكاب الشرقي والكاب الغربي والكاب الشمالي، مقابل 1330 لدلاميني زوما في أقاليم كوازولو ناتال ومبومالانغا وفري ستات والشمال الغربي.
ويؤكد معسكر دلاميني زوما أن تقدم رامافوزا لا يجب أن يقلق الوزيرة السابقة للشؤون الخارجية والداخلية.
وقال كارل نيهاوس، الذي يقود حملة دلاميني زوما "لا نرى أي سبب يدعو للقلق نتيجة مرحلة الترشيحات على مستوى فروع الحزب"، مضيفا أن التقدم الذي أحرزه رامافوزا على مستوى هذه الفروع كان متوقعا.
وأضاف "سنواصل العمل حتى خلال المؤتمر"، الذي سيعقد من 16 إلى 20 دجنبر الجاري بضاحية ناسرك.
ويعول معسكر دلاميني زوما على جهود حملة كسب التأييد التي اشتدت لإقناع ما يقارب 5240 مندوبا سيحضرون المؤتمر.
ولانتزاع النصر، تعول الرئيسة السابقة للمفوضية الإفريقية على أقاليم كوازولو ناتال ومبومالانغا، وهما معقلا حزب المؤتمر الوطني الإفريقي اللذان يساهمان بأكبر عدد من المندوبين. وقال نيهاوس "هدفنا الرئيسي الآن هو تكثيف عملية حشد الدعم خلال هذه المرحلة الأخيرة للظفر بالفوز".
من جهته، يرتكز معسكر رامافوزا في سعيه للحصول على رئاسة الحزب، على تجربة فاقت 30 سنة في حزب نيلسون مانديلا، ويفتخر بكونه مرشح الأوساط الاقتصادية والمالية، الحريصة على إخراج جنوب إفريقيا من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية العميقة.
وتعمل جنوب إفريقيا، التي تعيش حالة من الارتياب السياسي منذ عدة أشهر، جاهدة من أجل استعادة معدلات النمو التي تم تسجيلها خلال السنوات التي أعقبت عهد الحرية في أعقاب سقوط نظام الفصل العنصري في عام 1994.
ووفقا لتوقعات البنك المركزي لجنوب إفريقيا والبنك الدولي، من المرتقب أن يحقق هذا البلد نموا شبه منعدم يبلغ 0,7 في المائة في سنة 2017، وهو معدل من شأنه تعقيد مهمة السلطات في محيط يتسم بتفاقم البطالة والفقر.
وتبعا للأرقام الرسمية، فإن ما لا يقل عن 27,7 بالمائة من الساكنة النشيطة في جنوب إفريقيا عاطلة عن العمل، في حين يعاني ما يقرب من نصف سكان هذه الدولة البالغ عددهم 56 مليون نسمة من الفقر.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يدعو رامافوزا إلى اعتماد مقاربة جديدة، موضحا أن البلاد بحاجة إلى "مقاربة جديدة" لتسريع التحول الاقتصادي الجذري وتمهيد الطريق لتحقيق نمو أكثر شمولية ويعود بالنفع على الغالبية السوداء.
وأضاف أنه يتعين على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي التخلص من الخطاب الشعبوي لاستعادة ثقة المستثمرين التي وصلت حاليا إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من 30 عاما.
وأشار إلى أنه يجب اتخاذ قرارات جريئة لتغيير مسار النمو في جنوب إفريقيا في أفق تحقيق نمو بنسبة 3 بالمائة في عام 2018 و 5 بالمائة بحلول عام 2023 لإعادة البلاد إلى سكة النمو.
ويؤكد المحللون أن السباق على زعامة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي سيواصل الاحتدام بين مرشحين حاضرين بقوة بهذا الحزب الذي يرجع تاريخه لأكثر من 105 أعوام.