حذرت المديرة العامة للبنك الدولي، كريستالينا جورجيفا، من نتائج فشل جهود مكافحة تغير المناخ، داعية إلى تعزيز الدينامية السياسية التي عرفها العالم في عام 2015 بعد التوصل إلى اتفاق باريس. وأوضحت جورجيفا، في مقابلة نشرتها صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن الأمر يتعلق ب"رسالة واضحة مفادها أنه يجب إقناع الدول بإمكانية تحويل اقتصاداتها للاعتماد على الطاقات الخالية من الكربون". وطالبت ب"تعبئة القطاع الخاص للمساهمة فى تمويل الاحتياجات الكبيرة ولا سيما في الدول الأقل نموا"، قائلة "إننا الجيل الأول الذي يعاني من عواقب تغير المناخ والأخير القادر على بذل جهود كفيلة بمكافحة هذه الظاهرة". وتوقع البنك الدولي أن يعاني 100 مليون شخص إضافي بحلول عام 2030 من فقر مدقع تنجم عنه تحركات سكانية هائلة، في حالة عدم التوصل إلى معالجة ظاهرة التغيرات المناخية. وذكرت المديرة العامة للبنك الدولي أنه ينبغي اتخاذ إجراءات فورية وقوية بهذا الشأن ومساعدة البلدان النامية على تكييف بنياتها التحتية، مضيفة أنه يتعين على هذه الدول في الوقت نفسه تطوير قطاعها الفلاحي. وأفادت بأن البنك الدولي خصص، خلال السنوات الماضية، معدل 10 مليارات دولار سنويا لمكافحة الاحتباس الحراري، متوقعة أن يعبئ البنك، بحلول عام 2020 ، نسبة 28 في المائة من موارده المالية لهذا الغرض. كما أشارت إلى أن البنك الدولي بمثابة مختبر للابتكارات يمكن الدول المعنية من تبادل تجاربها. وردا على سؤال حول الروابط بين تغير المناخ والنزاعات والهجرة، صرحت كريستالينا جورجيفا أنه "يمكن معاينة ذلك، على مستوى أفريقيا جنوب الصحراء، في كل من المناطق الحضرية التي تعاني من الأعاصير والفيضانات، وفي الأرياف حيث يجبر تغير المناخ المزارعين على التخلي عن استغلال الأراضي المجهزة بشكل تقليدي، في وقت لم يعد فيه بمقدور مربي المواشي التوفر على قطيع كبير، وبات يتعين عليهم في المقابل امتلاك قطيع من حجم صغير. وقالت إن هذه التغييرات القسرية تشكل مصدرا للنزاعات والهجرات، مبرزة أن الأمر يتعلق بظواهر محددة بشكل جيد، على الرغم من أننا لم نتمكن بعد من قياس حجمها.