شعب بريس- و م ع دعا منتدى كفاءات من أجل المغرب واللجنة التحضيرية لحزب الربيع الديمقراطي المغربي الجاري الإعداد لتأسيسه، خلال لقاء بالرباط نظم الخميس تحت شعار "لا لمقاطعة تكرس العدمية ولا لتصويت يزكي الفساد"، المواطنين إلى المشاركة بكثافة في انتخابات 25 نونبر الجاري، والتعبير عن موقفهم مهما كان.
ودعا بيان مشترك، تم توزيعه خلال لقاء عقدته الهيئتان مع الصحافة وخصص للتعبير عن موقفهما من الاستحقاقات المقبلة، المواطنين الذين لم يقتنعوا بأي برنامج أو لائحة أن لا يستسلموا للعزوف والامتناع عن التصويت، وأكد أن "عليهم التعبير عن موقفهم من داخل الصناديق برميهم للورقة البيضاء، حتى يتم التمييز بين إيمانهم وتمسكهم بالعملية السياسية وعدم اقتناعهم بالخيارات المطروحة".
واعتبر البيان أن التوجه بكثافة لمراكز الاقتراع يؤكد مجددا على "التزام الغالبية العظمى للشعب المغربي بالخيار المؤسساتي كسبيل ووسيلة للإصلاح والتغيير"، داعيا الإدارة للتصدي لمحاولات إفساد العملية الانتخابية عبر شراء الأصوات والذمم، أو تجاوز سقف الإنفاق المسموح به للمرشحين في الحملة، أو استغلال المناصب العمومية، أو إرهاب المنافسين.
كما ناشد الأحزاب السياسية اغتنام فرصة الحملة الانتخابية لاستعادة ثقة المواطن عبر إنتاج خطاب يكون في مستوى التحديات والرهانات المطروحة، بدءا بالقطع مع ثقافة الوعود الانتخابية الكاذبة والبرامج غير الواقعية.
من جهة أخرى، رصد البيان عدة اختلالات تتمثل في الاحتفاظ بنفس نمط الاقتراع الذي اعتبر انه "يكرس بلقنة الخريطة البرلمانية"، مضيفا أن الكوطا المخصصة للنساء والشباب "بعيدة تماما عن أفق المناصفة بالنسبة للنساء ولا تستجيب لروح الدستور الجديد التي تعتبر تجديد النخب وتشبيبها مطلبا أساسيا".
كما تشمل الاختلالات - حسب البيان- ظهور "بعض من يدعو إلى مقاطعة الانتخابات بعيدا عن الحق المكفول دستوريا بحرية التعبير والحق في الاختلاف، ولكن من منطلق انتهازي هدفه استغلال الكتلة العازفة تقليديا عن الانتخابات".
وسجل البيان أيضا أن أيا من الهيئات الحزبية "لم تبادر بعد التصويت على الدستور لتجديد هياكلها والانفتاح على شبابها وكفاءاتها، بل ركزت على الانتخابات وكرست نفس الوجوه التي يجدها المواطن مرشحة مجددا في نفس الدوائر".
واعتبر رئيس المنتدى محمد الغيث ماء العينين أن الانتخابات المقبلة التي تمثل تحديا لتنزيل الدستور الجديد، تستدعي من المواطن التأكيد على خيار فاتح يوليوز الماضي، ومن الإدارة القطع مع سلوكيات تتنافى وروح النص الدستوري.
كما تتطلب هذه الاستحقاقات من الأحزاب، التي ساهمت في إنتاج الدستور الجديد، تقديم مرشحين من مستوى رفيع، وخطاب وممارسة مختلفين في الحملة الانتخابية، بما يشعر المواطن أن هناك تغييرا حقيقيا بدل الوعود الانتخابية الكاذبة، حسب رئيس المنتدى.
من جهته، اعتبر عضو اللجنة التحضيرية لحزب الربيع الديمقراطي المغربي عبد الفتاح البلعمشي "الورقة البيضاء موقفا سياسيا ينبغي أخذه بعين الاعتبار لقطع الطريق من جهة أمام موقف المقاطعة، وللتصويت العقابي للمرشحين الذين يعتبر الناخب أنهم يمثلون الفساد".
ويتوخى المنتدى، الذي تأسس في 25 يونيو الماضي كجمعية وطنية ذات توجهات سياسية وعلمية وثقافية، دعوة الكفاءات، خاصة الشابة، للمشاركة والمساهمة الفعلية في البناء الديمقراطي، والمساهمة الفاعلة في مواكبة التحولات الدستورية والسياسية، وترسيخ قيم التنوع والتعايش وصيانة ثوابت الأمة المغربية وتعزيز مبادئ المواطنة والحكامة.